تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

د.عبدالرحمن بن مقبل بن مطر الأسلمي الشمري

Assistant Professor

عضو هيئة تدريس

التعليم
كلية التربية - قسم الدراسات القرآنية - تخصص قراءات
مدونة

أشهر المؤلفات في تحرير القراءات ومناهج العلماء فيها

أولا: أشهر المؤلفات في التحريرات.
صنف العلماء مؤلفات في تحرير متن حرز الأماني للإمام الشاطبي ومتن الطيبة للإمام ابن الجزري، وقد تنوعت ما بين منظوم ومنثور، وأشهر المؤلفات وقد قسمتها إلى قسمين:
القسم الأول المصنفات التي عُني أصحابها بتحريرات الشاطبية:
1 – منظومة (كنز المعاني في تحرير حرز الأماني) للشيخ سليمان بن حسن الجمزوري،كان حياً سنة 1198ه, وله شرح عليها اسماه (الفتح الرحماني) كلاهما مطبوع.
2 – منظومة (إتحاف البرية) للشيخ حسن بن خلف الحسيني كان حياً سنة 1303هـ تلميذ الإمام المتولي، وقد شرحها العلامة الشيخ محمد علي الضباع تـ 1380هـ في شرح اسماه (مختصر بلوغ الأمنية) وهو مطبوع.
3 – منظومة (ربح المريد) في تحريرات الشاطبية للشيخ محمد محمد هلالي الأبياري تـ1343هـ وهو مطبوع
4 – منظومة (سفينة القراء) للشيخ عثمان بن سليمان مراد تـ 1382, وتقع في (455) بيتاً.
5 - كتاب (حل المشكلات وتوضيح التحريرات في القراءات) للشيخ محمـد بن عبدالرحمن الخليجي تـ 1389هـ, والكتاب مطبوع وهو مؤلف نفيس قيم، وغير ذلك من كتب تحريرات الشاطبية.
    القسم الثاني: المصنفات التي عُني أصحابها بتحريرات الطيبة:
1 – كتاب (تحرير الطرق والروايات) من طريق طيبة النشر في القراءات للشيخ علي بن سليمان المنصوري تـ1134, طبع بتحقيق الشيخ خالد أبو الجود, وله نظم اسماه(حل مجملات الطيبة).
2 – كتاب (عمدة العرفان في تحرير أوجه القرآن) للشيخ مصطفى بن عبدالرحمن الأزميري تـ1156هـ, وله شرح له بعنوان (بدائع البرهان في تحديد أوجه القرآن) للمصنف نفسه.
3– كتاب (الائتلاف في وجوه الاختلاف) للشيخ عبدالله محمد الشهير بيوسف أفندي زاده تـ1167هـ.
4 – كتاب (سنا الطالب لأشرف المطالب) للشيخ هاشم بن محمد المغربي المالكي، كان حياً سنة 1179هـ.
5- كتاب (هبة المنان في تحرير أوجه القرآن) للشيخ محمد بن محمد بن خليل المعروف بالطباخ، كان حياً سنة 1205هـ، وقد شرحه العلامة أحمـد بن شرف الأبياري كان حياً سنة 1250هـ  في كتـاب اسـماه:  (غيث الرحمن شرح هبة المنان).
6 –  كتاب (فتح الكريم الرحمن في تحرير أوجه القرآن) للشيخ مصطفى بن علي الميهي كان حياً سنة 1229هـ.
7 – كتاب (الفور العظيم) الأول والثاني و(الروض النضير) للإمام المتولي تـ 1313هـ.
8– كتاب (نظم النفائس المطربة في تحرير الطيبة) للشيخ عثمان راضي السنطاوي كان حياً سنة 1320هـ.
9– نظم وشرح (مقرب التحرير للنشر والتحبير) للشيخ محمد بن عبدالرحمن الخليجي تـ 1389هـ.
10-كتاب (التحارير المنتخبة علي متن الطيبة) للشيخ ابراهيم العبيدي.
11- كتاب (فتح القدير شرح تنقيح التحرير ( للشيخ عامر السيد عثمان.
12- كتاب( تنقيح فتح الكريم) وشرحه  للشيخ أحمد بن عبدالعزيز الزيات.
13-كتاب (تدريب الطلبة على تحريرات الطيبة) للمقرئ الشيخ عبدالرزاق موسى.
14- كتب (الدر النظيم شرح فتح الكريم) الشيخ علي بن محمد الضباع.
15- كتاب (جامع الخيرات في تجويد وتحرير أوجه القراءات) للشيخ إبراهيم علي علي شحاتة السمنودي.
16- كتاب (قواعد التحرير لطيبة النشر ) للشيخ محمد بن محمد بن جابر المصري.
    وغير ذلك من تحريرات المشايخ الفضلاء كالأجهوري, والنبتيتي, والعقباوي, والسمرقندي, والبالوي, وأتباع الإمام المتولي, وغيرهم([1]).
       
 
ثانيا: مناهج العلماء في التحريرات وموقفهم منها.
    كما تقدم فقد قمت بتقسيم نشأة التحريرات والمؤلفات فيها إلى قسمين في القراءات الصغرى والكبرى .
     وهذا المبحث خاص بتحريرات طيبة النشر؛ لأن الشاطبية والدرة لم يرد فيها من التحريرات إلا النزر اليسير مقارنة بطيبة النشر.
     مناهج العلماء في تحرير طيبة النشر  على ثلاثة أقسام:
     القسم الأول: المحررون على ظاهر النظم, ويطلق عليها(مدرسة المنصوري).
     وقد سار على ذلك النهج أغلب المحررين فكانوا لا يخرجون في الغالب عما ذكره ابن الجزري في النشر، ومؤسس هذا النهج هو العلامة الإمام الشيخ: علي بن سليمان المنصوري -رحمه الله- في كتابه (تحرير الطرق والروايات) ونظمه(حل مجملات الطيبة), والتي تعتبر من أكثر مراجع المحررين. فمنهجه في التحرير أنهb  يرجع إلى الكتب التي أسند منها الإمام ابن الجزري طرقه إلا قليلاً جداً، وإنما يرجع إلى كتاب النشر, وعلى درب المنصوري سار كثير من المحررين كالميهي في فتح الكريم الرحمن في تحرير أوجه القرآن, والعبيدي في التحارير المنتخبة علي متن الطيبة, والطباخ في هبة المنان في تحرير أوجه القرآن, والخليجي في مقرب التحرير للنشر والتحبير.
 ومدرسة الإمام المنصوري تتميز بأن جل اعتمادها في التحريرات على نقل ابن الجزري, وكذلك بعدم الالتزام بالطرق التي أسندها ابن الجزري تفصيلياً للكتب، فقد يأخذون بوجه ذكره ابن الجزري في كتاب أسنده إسناداً عامّاً دون أن يذكر طريق أحد الرواة أو القراء منه([2]).
    القسم الثاني: المحررون على الكتب المسندة, ويطلق عليها(مدرسة الأزميري).
     الإمام الأزميري –رحمه الله- هو مؤسس هذا الاتجاه, فقد اعتمد في تحريراته على الكتب التي ذكرها ابن الجزري في النشر، ولم يعتمد على نقل ابن الجزري إلا في مواضع قليلة ترك فيها ما وجد في الكتب، ومما يلاحظ أنه يجري الأوجه أحياناً اعتماداً على نقل ابن الجزري, وأحياناً على ما وجده في الكتب؛ ولذلك خالفت تحريراته تحريرات السابقين فمنع أوجهاً من الطيبة لم يمنعها من سار على طريقة المنصوري وأتباعه.
      وجاء الإمام المتولي وتوسع في الاعتماد على ما في الكتب المسندة, وترك الاعتماد على نقل ابن الجزري في غالب تحريراته فخالف الأزميري في مسائل عديدة، وكذلك من جاء بعد المتولي, ونهج نهج هذه المدرسة زاد في منع أوجه من الطيبة بالرجوع إلى الكتب, وترك الاعتماد على نقل ابن الجزري، ولعل الشيخ السمنودي هو أكثر من اتبع نهج هذه المدرسة فقد توسع في نظم التحريرات حتى بلغت أكثر من ألف بيت، خالف في مسائل كثيرة منها من سبقه لكثرة تحريه في الرجوع إلى الكتب المسندة في النشر, وترك الاعتماد على نقل ابن الجزري واختياراته([3]).
   ومما يميز مدرسة الإمام الأزميري الإكثار من الرجوع إلى الكتب لأخذ الأحكام, وعدم الاعتماد في ذلك على نقل ابن الجزري إلا قليلاً, واضطرابهم في التمسك بهذه الأصول السابقة فأحياناً يوجبونها وأحياناً يتركونها ([4]) .
 
 
القسم الثالث: قسم توسط بين مدرسة المنصوري والأزميري:
     قبل الخوض في هذا القسم ينبغي علينا أن ندرك أن هذه التحريرات لم تردد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا عن الصحابة –رضي الله عنهم- والتابعين ولا السلف رحمهم الله, وإنما كانوا يَقْرَؤُون ويُقْرِؤون بالإفراد حتى قصرت الهمم؛ فاختار العلماء جمع القراءات في ختمة واحدة كما بين ذلك ابن الجزري في كتابه النشر([5]), وبالتتبع والاستقراء لم أقف في كتب السلف وتراثهم, ومؤلفاتهم ومنظوماتهم على شيء من هذه التحريرات  فهذه كتبهم ومصنفاتهم بين أيدينا شاهدة على ذلك.
    ومن الأمور المهمة والتي تجعل طالب القراءات يزهد بهذه التحريرات المبالغات التي نحاها كثير من المتأخرين, والطرق التي سلكها كثير من المقرئين في إيجابها على الطلاب وتحذيرهم من تركها أو التساهل فيها, فبلغت بعض الأوجه إلى المئات بل الآلاف فهل يمكن أن نوجب هذا المنهج على الطلاب مع العلم بأن هذه التحريرات لم تثبت لا بالنقل وبالعقل فهي بحاجة إلى مراجعة وبيان, وتمحيص وتدقيق.
    وهناك منهج وسط سلكه ابن الجزري -رحمه الله- في النشر, وهو التوسط في هذه الأمور, وعدم المبالغة فيها, والذي ندين الله به هو أن هذا التحريرات التي وصلت إليها بهذا المنهج والكم, هي مبالغ فيها ويجب أن نسير على المنهج الوسط كما فعل ابن الجزري -رحمه الله- في كتابه النشر, وهو لنا أسوة حسنة في ذلك, وفي الزمن المتأخر أقر بعض المقرئين هذه الطريقة أمثال الشيخ إيهاب فكري, والشيخ السالم الشنقيطي, ومع تأخر الزمن وضعف الهم, وعدم استطاعة الطلاب حفظ كل هذه الأوجه قد تضمحل هذه التحريرات ولا يبقى إلا كتاب النشر وطيبته ولايقرأ إلا بظاهرها.
    وما يقوي قولنا هذا أن القران إنما أنزل للتسهيل على الأمة لا التشديد عليها, وهذه الأمور التي وقع فيها كثير من المقرئين إنما هي من التشدد والتكلف, وإلا فالقرآن محفوظ بحفظ الله إلى أن يرث الله الأرض ومن علبيها.
   وفي ختام هذا البحث أسأل الله أن أكون قد وفقت في بحث هذا المسألة, وقدمت نتيجة يستفيد منها طلاب هذا العلم الشريف, وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 

([1])انظر: مقدمة تحقيق متن الطيبة لمحمد تميم الزعْبي (ص: 17 – 19)، والروض النضير بتحقيق: خالد أبوالجود (ص: 62).

([2])انظر: بحث التحريرات في القراءات للشيخ إيهاب فكري.

([3])انظر: بحث التحريرات في القراءات للشيخ إيهاب فكري.

([4])انظر: بحث التحريرات في القراءات للشيخ إيهاب فكري.

([5])انظر: النشر(1/356).