تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

أسماء الحميضي

Lecturer

قسم الدراسات الإسلامية

التعليم
2/2/224
ملحق المادة الدراسية

قضايا معاصرة: التأمين الصحي في مجتمع إسلامي

المقرر الدراسي

التأمين الصحي في مجتمع إسلامي

د. مسفر بن عتيق الدوسري

أستاذ اقتصاديات الصحة في كلية العلوم الإدارية

    جامعة الملك سعود

 التأمين الصحي لا يحقق هدف المريض في توفير خدمة طبية  تتميز بالجودة و السعر المناسب و الزمان و المكان الملائمين. كما أنها لا تحقق هدف الحكومات في توفير الرعاية الصحية لجميع أفراد المجتمع بعدالة و بجودة عالية ترفع معاناتهم(انظر النظام الأساسي للحكم).  وليس من أهداف التأمين  تحقيق أهداف المجتمعات في توفير رعاية لكل فرد مهما اختلف مستوى دخله أو احتياجاته الصحية. و المستفيد الوحيد حقيقة من نظام التأمين هو شركات التأمين لأنها تحقق هدفها الوحيد و هو الربح فهي تفرض ضريبة على كل من تستطيع أن تفرضها عليه صغيراً أو كبيراً ذكراً أو أنثى فقيراً أو غنياً ثم هي تختار الأصحاء و الذين احتمالية طلبهم أو حاجتهم للخدمات الطبية منخفضة ثم هي تعلم أن نسبة صغيرة من هؤلاء هم من سيطلبون أو يحتاجون الخدمات الطبية ثم هي تعمل بشتى الطرق للتهرب من التزاماتها عند احتياج الشخص للخدمة الطبية فتنتهي وقد حققت هدفها و هو الربح على حساب أهداف المجتمع و الحكومة و الأطباء و المرضى و عادت بأموال طائلة كان من المفترض أن تذهب إلى القطاع الصحي ذي الموارد الشحيحة عادةً. كما أنها تعلم أنه غالباً فيما بين السنة الثانية أو الثالثة من العمر إلى حدود الأربعين سنة لا يحتاج الناس عادة لأية خدمات طبية تذكر فإذا استطاعت أن تفرض على الجميع أو على أغلب هؤلاء الأصحاء أقساط التأمين حتى لو دفعت في ما يبدو مبالغ كبيرة للبعض فإنها تنتهي بالحصول على مبالغ ضخمة للغاية بدون عناء لأن شركات التأمين تصنف من شركات الوساطة المالية حيث تأخذ أموالاً و تدفع أموالاً و لا تقدم أية خدمات طبية على الإطلاق بل إن الكثير من الدول تلزم شركات التأمين بأن لا تقدم أية خدمة طبية فهي تأخذ من المريض أو من الحكومة أو رب العمل أو منهم مجتمعين ثم تدفع لمقدم الخدمة (الذي هو الطبيب أو المستشفى) الذي تختاره هي وفق شروط تحددها هي بدقة. فهي لا تبني مراكز صحية و لا عيادات كما أنها تستبعد المستشفيات و الأطباء الذين لا يحققون لها أرباحاً و لو كانوا أجود الأطباء و أفضلهم في عملهم و تفانياً في خدمة المريض لأن هؤلاء المخلصين يقدمون مصلحة المريض على مصلحة شركة التأمين و هذا يناقض هدف الربح. إذاً نعود إلى السؤال الأول ما هو الهدف الحقيقي لتبني التأمين إذا لم يكن لمصلحة المريض وتحقيق أهداف الحكومات في توفير رعاية طبية جيدة و عادلة لجميع أفراد المجتمع للمواطنين و غيرهم.

الربا بنوعيه.إذاً فالتأمين الصحي لا يرفع لا الكفاءة الطبية و لا الاقتصادية و لا يقلل الأخطار و لا يخفف معاناة الناس بشكل مقبول و لكن سيعقد الأمور أكثر. و عليه نعود للسؤال الأول: ما هو الهدف الحقيقي إذاً من تبني مثل هذا النظام؟!!!.
 
و الخلاصة أن التأمين الصحي بهذه الصيغة لا يناسب المجتمع الإسلامي لاحتوائه على:-

  1. الغرر الفاحش.
  2. الميسر.
  3. أكل أموال الناس بالباطل و بدون مقابل حقيقي.
  4. أخذ مال المسلم بدون طيب نفس منه، خاصة عندما يكون إلزامياً.
  5. يولد الطبقية في المجتمع و يتحيز ضد المسنين و المعاقين و الفقراء و سائر الضعفاء في حين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: {إنما تنصرون و ترزقون بضعفائكم} رواه البخاري.
  6. يرفع تكاليف الخدمات الطبية و يخفض جودة الخدمات و ييسر الابتزاز.
  7. يؤثر سلبياً على عرض الخدمات الطبية و الطلب عليها.
  8. يضغط على ذمم الأطباء و يفقد الثقة فيهم و ينشر البغضاء.
  9. يسرب أموالاً ضخمة إلى خارج الاقتصاد الوطني.

للمزيد 
انظر المرفق