تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

أ.د. أحمد بن محمد بن عبدالكريم اللهيب

Professor

أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة.

التعليم
كلية التربية ، قسم الدراسات الإسلامية -مسار العقيدة والمذاهب المعاصرة- مكتب رقم (196 أ2).
ملحق المادة الدراسية

مقدمات في علم العقيدة

المقرر الدراسي

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمات في علم العقيدة
١) موضوعات علم العقيدة : التوحيد، والإيمان، والإسلام، والغيبيات، والنبوات، والقدر، والأخبار، وأصول الأحكام القطعية،
وسائر أصول الدين والاعتقاد، ويتبعه الرد على أهل الأهواء والبدع وسائر الملل والنحل الضالة، والموقف منهم .
٢) أسماء هذا العلم: العقيدة والاعتقاد والعقائد)، التوحيد، السنة، أصول الدين، وأصول الديانة، والفقه الأكبر، والشريعة،
والإيمان.
٣) مصادر العقيدة تلقي العقيدة:
١-كتاب الله تعالى. ٢-ما صح من سنة رسول الله $ . لأن الرسول -$ - لا ينطق عن الهوى. ٣) إجماع السلف الصالح :
مصدر مبناه على الكتاب والسنة. أما الفطرة والعقل السليم فهما مؤيدان يوافقان الكتاب والسنة، ويدركان أصول الاعتقاد على
الإجمال لا على التفصيل، فالعقل والفطرة يدركان وجود الله وعظمته، وضرورة طاعته وعبادته، واتصافه بصفات العظمة والجلال
على وجه العموم.
٤) عناية السلف بالعقيدة: برزت جهود السلف في العناية بالعقيدة والذب عنها في جانبين:
الأول: المناظرة لأصحاب الفرق الضالة وإفحامها وكشف حقيقتها.
الثاني: تأليف الكتب في بيان العقيدة الصحيحة بالاعتماد على الكتاب والسنة وأقوال السلف، أو بالرد على كتب أصحاب الضلال
من الجهمية والمعتزلة وأهل الإلحاد وأهل الحلول ووحدة الوجود. وقد اتخذت هذه المؤلفات منهجين مختلفين:
الأول: منهج العرض. وهو عرض العقيدة الصحيحة من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ويمثل هذا المنهج
المؤلفات التالية: السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل، والسنة للخلال، والتوحيد لابن خزيمة، والشريعة للآجري، والتوحيد لابن منده،
وغيرها.
الثاني: منهج الرد. أي عرض شبه الخصوم وبيان الحق في ذلك مدعماً بالأدلة النقلية من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين،
ويمثل هذا المنهج المؤلفات التالية: كتاب الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلاّم(ت ٢٢٤ ه). والرد على الزنادقة والجهمية، للإمام
أحمد(ت ٢٤١ ه). والرد على الجهمية للإمام البخاري( ٢٥٦ ه). وغيرها.
٥) منهج المصنفين في العقائد المختصرة على مذهب أهل السنة والجماعة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه شرح
العقيدة الأصفهانية: (ومن شأن المصنفين في العقائد المختصرة على مذهب أهل السنة والجماعة أن يذكروا ما يتميز به أهل السنة
والجماعة عن الكفار والمبتدعين: فيذكرون إثبات الصفات، وأن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأنه تعالى يرى في الآخرة. خلافاً
للجهمية من المعتزلة وغيرهم. ويذكرون أن الله خالق أفعال العباد، وأنه مريد لجميع الكائنات، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم
يكن. خلافاً للقدرية من المعتزلة وغيرهم. ويذكرون مسائل الأسماء والأحكام، والوعد والوعيد، وأن المؤمن لا يكفر بمجرد الذنب ولا
يخلد في النار. خلافاً للخوارج والمعتزلة. ويحققون القول في الإيمان ويثبتون الوعيد لأهل الكبائر مجملاً، خلافاً للمرجئة. ويذكرون
إمامة الخلفاء الأربعة وفضائلهم، خلافاً للشيعة من الرافضة وغيرهم).
٦) أهم الكتب التي ينصح بقراءا في علم العقيدة. جواب لسماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله.
س - ما الكتب التي ينصح ا سماحتكم أن تقرأ في مجال العقيدة؟ الجواب: (أحسن كتاب وأعظم كتاب وأصدق كتاب يجب أن يقرأ في
تعليم العقيدة والأحكام والأخلاق، هو كتاب الله- عز وجل- الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تتريل من حكيم حميد. وقد
قال الله- عز وجل- فيه: {ِإنَّ هذَا الُْقرآنَ يهدي للَّتي هي َأقْوم ويب  ش  ر الْ  مؤمنِين الَّذين يعمُلونَ ال  صالحات َأنَّ َلهم َأجرا كَبِيرا}. وقال
أيضاً عز وجل: {قُلْ هو للَّذين آمنوا هدى وشفَاءٌ}. وقال فيه سبحانه: {كتاب َأن  زلْناه ِإلَيك مبارك لي  دب  روا آياته وليتذَكَّر ُأوُلو الْأَلْبابِ}.
وقال فيه عز وجل: {وهذَا كتاب َأن  زلْناه مبارك فَاتبِعوه واتُقوا َلعلَّ ُ كم ترح  مونَ}. وقال فيه- عز وجل-: {ون  زلْنا علَيك الْكتاب تبيانا
ل ُ كلِّ شيءٍ و  هدى ورحمةً وبشرى للْ  مسلمين}. والآيات في هذا المعنى كثيرة. وقال فيه النبي-$- في الحديث الصحيح في خطبته في حجة
الوداع: (إني تارك فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله). وقال $ في خطبته يوم غدير خم حين رجع من حجة الوداع إلى المدينة:
(إني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به فحث على كتاب الله، ورغب فيه). خرجهما
مسلم في صحيحه، الأول من حديث جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- الثاني من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه. وقال عليه الصلاة
والسلام: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). خرجه البخاري في صحيحه.
وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله
يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله
لم يسرع به نسبه). خرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
ثم إن أحسن الكتب بعد القرآن الكريم كتب الحديث النبوية، وهي كتب السنة كالصحيحين، والسنن الأربع وغيرها من كتب الحديث
المعتمدة، فينبغي أن تعمر االس والحلقات بتلاوة القرآن الكريم وتعليمه، وتفقيه الناس فيه، وبدراسة كتب الحديث الشريف، والعناية ا،
وتفقيه الناس فيها، وأن يتولى ذلك أهل العلم والبصيرة، الموثوق بعلمهم ودرايتهم، ونصحهم واستقامتهم. ومن الكتب المناسبة في ذلك، قراءة
كتاب رياض الصالحين، والترغيب والترهيب، والوابل الصيب، وعمدة الحديث الشريف، وبلوغ المرام، ومنتقى الأخبار وغيرها من كتب
الحديث المفيدة. أما الكتب المؤلفة في العقيدة فمن أحسنها: كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله- وشرحه لحفيديه
الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد، والشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد، وهما تيسير العزيز الحميد، وفتح ايد. ومن ذلك: مجموعة
التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وكتاب الإيمان، والقاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة، والعقيدة الواسطية، والتدمرية، والحموية،
وهذه الخمسة لشيخ الإسلام ابن تيميةرحمة الله. ومن ذلك: زاد المعاد في هدي خير العباد، والصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، واجتماع
الجيوش الإسلامية، والقصيدة النونية، وإغاثة اللهفان من مكايد الشيطان، وكل هذه الكتب الخمسة للعلامة ابن القيم رحمه الله. ومن ذلك
شرح الطحاوية لابن أبي العز، ومنهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية، واقتضاء الصراط المستقيم له أيضاً، وكتاب التوحيد لابن خزيمة، وكتاب
السنة لعبد الله بن الإمام أحمد، والاعتصام للشاطبي، وغيرها من كتب أهل السنة المؤلفة في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة. ومن أجمع ذلك
فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، والدرر السنية في الفتاوى النجدية، جمع العلامة الشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله) أ.ه.
٧) عوامل نشأة علم العقيدة: أول من فكر بالجمع والتدوين للسنة من التابعين عمر بن عبدالعزيز، إذ أرسل إلى أبي بكر بن حزم
عامله وقاضيه على المدينة، قائلاً له:(انظر ما كان من حديث رسول$ فاكتبه فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء). فكتب شيئاً
من السنة. وقام محمد بن شهاب الزهري بتدوين ما سمعه من أحاديث الصحابة غير مبوب على أبواب العلم، وربما كان مختلطاً بأقوال
الصحابة والتابعين، وهذا ما تقتضيه طبيعة البداءة في كل أمر جديد. ثم شاع التدوين في الجيل الذي يلي جيل الزهري، في النصف
الأول من القرن الثاني الهجري، مع ضم الأبواب بعضها إلى بعض في كتاب واحد  على ما فعله الإمام مالك في الموطأ، ثم من بعده
البخاري ومسلم في صحيحهما، وأصحاب السنن، فبعد أن كان أهل الحديث يجمعون الأحاديث المختلفة في الصحف والكراريس،
أصبحوا يرتبون الأحاديث على الأبواب، مثل: باب الإيمان، باب العلم، باب الطهارة....باب التوحيد .. باب السنة، وهكذا. فكان
هذا التبويب للأحاديث النواة الأولى في استقلال كل باب فيما بعد بالبحث والنظر والعناية وبيان الأحكام، فعن أبواب الإيمان،
والوحي، والسنة، والتوحيد...نشأ علم العقيدة واستقّل عن العلوم الأخرى المستنبطة من الكتاب والسنة.