التعداد السكاني يطرق الأبواب فلماذا نفتح الباب؟!
لا بد أن نفتح الباب وندلي بالمعلومات الدقيقة عن أنفسنا وعن جميع أفراد أسرنا، لأن التعداد السكاني مشروع وطني يتطلب تعاون الجميع، وذلك من أجل صنع مستقبل مشرق لنا ولأسرنا ولأطفالنا، للأجيال القادمة. البيانات الدقيقة ضرورية للتخطيط الناجح وإيجاد الحلول الناجعة للمشكلات التي تواجه المجتمع, ونجاح التعداد يُقاس بمدى شموليته ودقة بياناته ومدى الاستفادة منها.
ويُعد التعداد السكاني أهم مصادر البيانات السكانية على الإطلاق، خاصة في غياب سجل السكان. فالتعداد يوفر كثيراً من المعلومات عن خصائص السكان وسماتهم الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية. وبتوفير هذه المعلومات الدقيقة، يسهم – كذلك - في قطع دابر الشائعات والتخمينات حول كثير من القضايا المجتمعية، كالبطالة والعنوسة والطلاق والفقر والإسكان ونحوها. ومن خلال بياناته يمكن تقييم فاعلية المشاريع والسياسات التنموية، وتحديد التقدم المحرز في الأهداف الألفية الإنمائية، وكذلك رصد التغيرات في التركيبة السكانية.
في الحقيقة، لا يمكن استعراض فوائده وحصر استخدامات بياناته في مقالة قصيرة كهذه، مما يحتم التركيز على جانب واحد فقط، كاستخدام بياناته لخدمة الاستثمار والتجارة، وهذا هو اهتمام مقالة اليوم.
إن بيانات التعداد السكاني تخدم دراسات الجدوى للمشاريع الاستثمارية، ليستفيد منها كثير من الأفراد والمؤسسات في مجالات التجارة والصناعة والاستثمار، فهذا النوع من الدراسات الاقتصادية يعتمد على البيانات التي يوفرها التعداد عن معدلات النمو السكاني ونمو المدن، وكذلك عن توزيع السكان حسب المحافظات والمناطق، وخصائصهم، كالعمر والنوع، والمهنة، ونوع السكن. ومن خلال هذه البيانات يمكن تقدير الطلب لسلعة أو خدمة معينة مثل الإسكان، والخدمات الطبية، ومرافق الترفيه، والسيارات، وغيرها. كذلك فإن توافر معلومات دقيقة عن خصائص الفئات السكانية تساعد على فهم الأسواق وتحديد الأماكن الملائمة لبناء الأسواق والمصانع والاستثمارات المتنوعة، مما يرشد القرارات الاستثمارية، ويسهم في دعم اقتصاد المعرفة. كما أن البيانات عن خصائص السكان والمساكن تساعد على تقدير الطلب على الإسكان والخدمات اللازمة ومواد البناء نحوها. ولا يقل عن ذلك أهمية استخدام بيانات التعداد في دراسات التسويق، فبمعرفة الخصائص العمرية والنوعية - مثلاً - يمكن رسم سياسة تسويقية مناسبة لسلعة أو خدمة معينة، مما يرفع فرص نجاح الاستثمار.
ختاماً، ينبغي أن نتذكر - دائماً - أن البيانات الدقيقة هي أساس التخطيط الناجح والتنمية السليمة، فكثير من المشكلات التي نعانيها اليوم كان من الممكن تفاديها أو الحد من تأثيرها لو توافرت المعلومات الدقيقة في الوقت المناسب. لذلك فإن المجتمع السعودي في حاجة إلى البيانات الدقيقة أكثر مما مضى، وإن الإدلاء بالبيانات الدقيقة لا يؤثر سلباً في الأشخاص أو الأسر، بل يعود بالنفع على المجتمع، ويسهم في تلمس حاجات الناس، وإيجاد الحلول للمشكلات التي يعانونها.
دراسة تُعنى بالتعرف على التحضر ومعدلات النمو في المدن السعودية وخصائص المنظومة الحضرية في المملكة العربية السعودية وذلك بناء على بيانات ثلاثة تعدادات سكانية
تهدف إلى التعرف على مستوى الخصوبة في المملكة، بالإضافة إلى الوقوف على أهم المتغيرات المرتبطة بالسلوك الإنجابي للمرأة السعودية والمؤثرة فيه، وذلك بالاعتماد على بيانات المسح الديموغرافي الشامل…
يُعنى الكتاب بإبراز التباين المكاني في معدلات الجريمة بأنواعها الرئيسة بين المدن السعودية وتحديد العوامل المؤثرة فيها إلى جانب التعرف على خصائص الجناة.