تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

د.محمد بن تركي بن نايف بن حميد

Assistant Professor

عضو هيئة تدريس ومدير الإدارة

معهد اللغويات العربية
معهد اللغويات العربية - الدور الاول - مكتب رقم 1032
مدونة

من نوادر الرجال

لا تعجزني الكتابة عَمّن أحب، ولكن
الكاتب دائماً يحب أن يكون منصفاً وصادقاً فيما يقول، ويقدم للناس ما هو مفيد ومهم
حقاً، ولقد وصف الله عز وجل رسوله محمداً (ص) بحسن الخلق فقال سبحانه وتعالى:
((وإنك لعلى خلق عظيم)). وقال الرسول (ص) عن نفسه ((إنما بعثت لأتمم مكارم
الأخلاق)) وقوله أيضاً: ((أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً)).

ومن حسن الخلق هذا يكتسب الإنسان حب
الناس تبعاً لحبَّ الله له؛ فقد قال الرسول (ص) ((إذا أحب الله عبداً نادى جبريل
إني أحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض)). وبه يثقل
ميزان العبد عند ربه، قال (ص): ((ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامه من
خلق حسن)).

ويقول الشاعر:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا

أكتب هنا عن رجل أحسب أنه من أهل الجنة
بإذن الله، لغزارة ما يقدمه من أعمال الخير، ولكثرة أولئك الذين يدعون له، ولما يفعله
من إنصاف للناس ورفع الظلم عنهم وبذلك يسهر الليل لقضاء حاجاتهم. إنه رجل يتمتع بالحلم،
وهدوء الطبع، وقوة الشخصية. وهو رجل عالي الثقافة، وقد درس السياسة والاقتصاد، وهو
ملم بالشعر والأدب والثقافة العامة، يعرف الأنساب وقد عرف عنه البعد عن الأضواء
والعمل في صمت. يتحلى بالدين الذي لا يكون في رجل إلا زانة؛ فما بالك إذا كان هذا
الرجل يمثل شخصية الأمير أحمد بن عبد العزيز، أحد أبناء المؤسس، نائب وزير
الداخلية.

يسهر سموه على قضايا الناس ويعكف على
حلها مواصلاً الليل بالنهار. يمتاز سموه بقوه الذاكرة وبالذكاء منقطع النظير، فهو
لا ينسى المعاملة التي تمر عليه وإذا رأى صاحبها، ولو بعد حين، يخبره بما تم في
شأنها. يتعامل مع الناس بطبيعته، ولديه حاسة فريدة، يقيم من خلالها من يتعاملون
معه ... وتعد هذه الشخصية قليلة إن لم تكن نادرة، وهي شخصية عبقرية تحمل كل صفات
الشخصية الناجحة.

ينظر للأمور بمنظار مختلف عن سائر
الناس، إنه يضع حق المواطن ومكانته في المقام الأول، إنه لا يتسرع في الحكم على
الأمور قط، ويقضي للناس حاجاتهم، وهو كريم ولكن كرمه بعقلانية وبمراعاة الله، فمن
يستحق يجود له وأما الذي لا يستحق يعتذر منه بأدب جمّ، لا يحب ظلم الناس، ويرفع
الظلم عن كل مظلوم، يعفو عن كل مذنب لا يتجاوز ذنبه إلى غيره.

يقول الشاعر النبطي:

سيف
عدلٍ ينحسب له جـروده والنظام
إن مال عن سيره تعيده

يا
أحمد أحمد سيدي مكرم وفوده مزبن
المضهود من ضدّه ضديده

عبقري
الفـكر منذ شـد عوده هـومته
قـدّام وانظـاره بعيده

وفي قصيدة أخرى:

الأمير
اللي فتـح صدره وبابـه للمواطن كـل مـا يأتيه عـاني

ما
يشوف الغبن من جاء في رحابه لا
و ربي لا يـذل و لا يهـابي

عرف عن سموه الصبر وقوه التحمل، يقف
الساعات الطوال ليقضي حاجات الناس، ولك أن تتحدث بما شئت، حول مسألتك وهو ينصت
إليك، يجتهد سموه في إنصاف الناس. وهو يمتاز بصفات فريده والرسول (ص) قدوة كل
الأمة المحمدية وكل منا يتمنى أن يتحلى ببعض صفاته، فقد كانت قريش قبل الإسلام
تصفه بالصادق الأمين لأنه يمتاز بهما.

تمتاز شخصيته سمو الأمير أحمد بأنها من
أفضل الشخصيات، يخاف الله ويحترم دينه قبل كل شيء، يخاف الله في ما أوكل إليه من
عمل، وعلى الشدة فيما يخص مخالفات شرع الله، إلا أن دمعته سريعه، وعطفه كبير،
ورحمته فريده فيتأثر بكل موقف يراه ويرحم الصغير ويعطف على الكبير، يحضر نفسه
لنهاية سعيده وهي الجنه، وكل عاقل يفكر في ذلك. يتصف سموه بالتوكل على الله ويحضى
على تقدير الناس واحترامهم ومحبتهم، وهو واصل للرحم. وهو الابن الحادي والثلاثين
للملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ وخواله الأحمد من السدارى، وهم أسرة غنية عن
التعريف، عريقة وهم أمراء الغاط منذ الأزل من البدارين من قبيلة الدواسر، عرف عنهم
حب الناس والعلم والأدب والخلق الحسن، وهم خوال سموه وأخوال والده وأخوال أبنائه،
ولهم تأثير واضح في الإدارة والمناصب القيادية في الدولة، وكثير منهم يحمل الدرجات
العليا في التعليم، وقد قدموا الشيء الكثير وسموه بارٌ بهم وبكل قرابته وملازمٌ
دائماً لأخوته في السراء والضراء وهو سند لأسرته الكريمة في كل الأحوال كيف لا وهو
سند أيضاً لكل مواطن سعودي في هذا البلد.

لشخصية سموه دور بارز في حفظ الأمن في
هذا البلد، بلد الخيرات الذي ينهل من نعيمه ما يقرب من ثمانية ملايين مقيم، يتمتع
بشخصية جريئه شديدة، ديناميكيه، تليق بدور بلاده البارز في العالم، قام بالعديد من
الزيارات المهمة لمختلف الدول العربية والدول الغربية، وله إسهامات مفيدة ومثمرة
ومعروفه في مكافحة الفساد ومحاربة الإرهاب والقضاء على المخدرات ومروجيها والحد من
انتشارها في هذا الوطن الغالي الذي يحدب الجميع على المحافظة عليه.

الدكتور/ محمد بن
تركي بن نائف بن حميد

جامعة الملك سعود