تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

أ.د حسن عبدالوهاب حسين سليم

Professor

عضو هيئة تدريس

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
قسم التاريخ
مدونة

فلسفة التدريس

يعد التدريس من أصعب المهن، وذلك لما يتطلبه من قدرات خاصة في التعامل  مع المتعلم، ولابد من أن يكون الشخص قادراً على تحمل الصعاب التي تواجه هذه المهنة وخاصة في مجال العلوم الإنسانية، وفي مقدمتها علم التاريخ، فالأستاذ الذي يقوم بهذه المهمة لا بد أن يكون محباً للتاريخ حتى يتمكن من تشجيع طلابه، على استيعاب هذه المادة والتي تعد مثار خلاف حتى يومنا هذا. فكثير من الناس سواء المثقفين منهم أو العاديين يعتبرون التاريخ مادة للتسلية فقط، لا تصلح إلا للقصص والروايات، متجاهلين أهميتها في مختلف مجالات الحياة، كما أن بعض الطلاب لديه تصور خاطئ عن فهم التاريخ قبل إلتحاقه بالقسم للدراسة، من حيث كونه مادة صعبة الحفظ؛ لكثرة الأسماء والتواريخ وتداخل الأحداث وتشابهها. ومن هنا فإن الأستاذ عندما يخطط لتدريس مادته، يجب أن يعي جيداً أن التدريس ما هو إلا عملية تفاعلية بينه وبين طلابه مع إيجاد ممارسة تطبيقية كلما أمكن لما يقوم بشرحه، ولذا فإنني أقوم بوضع تصور لتدريس مادتي يمر بمراحل ثلاثة:
أولاً: التخطيط: حيث تتطلب هذه المرحلة الإلمام بالأهداف العامة والخاصة لمقرر تاريخ الدولة لابيزنطية، وتوزيع وحداتها على مدار الفصل الدراسي.
ثانياً: التنفيذ: وذلك لإيجاد الأساليب والاستراتيجيات التي تتيح إيصال المادة العلمية إلى الطالب سواء في داخل الكلية أو خارجها.
ثالثاً: التقويم: وذلك باستخدام وسائل مختلفة منها الشفهية والكتابية وغيرها. ومع بداية تدريسي للمقرر لابد من معرفتي بالمستوى العلمي لطلابي وذلك من خلال مناقشتهم في مدى إلمامهم بالمعلومات العامة عن تاريخ الدولة البيزنطية، وذلك لكي أقوم بتهيئتهم لتلقي المادة العلمية الخاصة بهذه المادة، التي تمثل التواريخ والأسماء مشكلة للطلاب الدارسيين لها من خلال خبراتي السابقة. وتدريجياً يمكنني تبسيط ذلك مع طلابي حيث يتم تكرار هذه الأسماء الأجنبية، وكذلك عرض الأحداث مجملة ثم الإنتقال  إلى التفصيلات التاريخية والبعد عن الحشو الممل.
ومن الأسس التي اتبعها مع طلابي منحهم الفرصة في طرح آراءهم وأفكارهم فيما يتعلق بالمادة العلمية، ومحاولة ربط التعلم بما يعود عليهم بالنفع في حياتهم العلمية، كما أقوم بتزويدهم من حين إلى آخر بأحدث الآراء حول التاريخ البيزنطي، وذلك من خلال الإنترنت سواء المادة التاريخية، أوالخرائط أو الصور لتوثيق المعلومات التي يحصلون عليها في المحاضرة من هذه الوسائل التعلمية الهامة. كما أحثهم على الدخول على المواقع الهامة الخاصة بالمادة.
وبالإضافة إلى ما سبق فإنني أحرص على تأهيل طلابي من الناحية النفسية وأتيح لهم عرض ما يرونه غامضاً، أثناء المحاضرة أو عن مراجعتهم للمادة العلمية. كما أتيح لهم مناقشة اجاباتهم على الأسئلة الشهرية، وذلك بتوزيع أوراق اجاباتهم دون معرفة الدرجة التي حصلوا عليها، وإطلاعهم على الأخطاء الواردة في الإجابة الخاصة بهم ووضع درجة تقديرية لهذه الإجابة ثم أعلمهم بالدرجة التي حصلوا عليها، مما يتيح اقتناع كامل للطالب بالدرجة التي حصل عليها. ومن بين الأسس الفلسفية أيضاً لمنهجي تشجيع الطالب على التحليل التاريخي وربطة بين الأحداث وليس مجرد فقط المادة العلمية كما يتم التواصل المستمر مع طلابي من خلال تشجيعهم على الحضور أثناء الساعات المكتبية، وإطلاعهم على بعض المواقع الالكترونية الخاصة بالمادة بهدف توظيف التكنولوجيا الحديثة في خدمة المادة. ومنها الـ Malti – Media، وكذلك عبر البريد الالكتروني الخاص بين للتواصل معهم. ومن ناحية أخرى فإنني أراعي تنوع المستويات العلمية لطلابي. كما أقوم بتحفيزهم بوسائل عديدة سواء أثناء المحاضرة أو خارجها، وربط ذلك كله بتطلعاتهم المهنية مثل تشجيعهم على حضور المناقشات العلمية في مرحلتي الماجستير والدكتوراة، وذلك لزرع الثقة فيهم وتحفيزهم على مواصلة دراساتهم العليا كما أشجعهم على حضور الفعاليات المتعلقة بالمادة من ندوات ونحوها، وطلب كتابة تقرير عنها يدخل ضمن درجاتهم الفصلية.
       ومما لا شك فيه فإن العلاقة الطبية بين الأستاذ وتلاميذه تعد المدخل الأساسي لتشجيع الطالب على حبه للمادة كما تجعل هناك جسراً للتفاهم بين الأستاذ وتلاميذه، كما أن البيئة العلمية التي توفرها الجامعة سواء للطالب أو الأستاذ تهيئ سبل التعلم وتدفع بالعملية التعلمية نحو الأمام، لغد أكثر إشراقاً في مواجهة كثير من التحديات العلمية التي تشهدها في ظل هذه المخترعات الحديثة التي يجب علينا جميعاً ألا نتخلف عن اللحاق بها ، وأن نسهم فيها حتى لا نظل في آخر القافلة.