تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

رشود بن محمد الخريف

Professor

المشرف على مركز الدراسات السكانية

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
46أ
المنشورات
2011

هل لديك خطة للعام الجديد؟!

 

د. رشود الخريف

مع نهاية هذا العام المميز الذي لم يشهد له تاريخ العرب المعاصر مثيلاً، وبداية العام الهجري الجديد وكذلك قرب حلول العام الميلادي 2012م، من الضروري أن يتوقف الإنسان ليفكر ماذا أنجز خلال العام المنصرم؟ وهل حقق إنجازات تليق بعدد أيام السنة (365 يوماً)؟ مع الأسف الشديد التخطيط للمستقبل ووضوح الرؤية والأهداف والأولويات تكاد تكون غائبة في ثقافتنا العربية، ليس فقط على مستوى الحياة الشخصية (الشخص والأسرة)، بل حتى على مستوى الدولة في بعض الأحيان! فكثير من الدول تقوم بإعداد خططها الخمسية، لكنها لا تطبقها على أرض الواقع، لغياب العمل المؤسسي من جهة، وعدم واقعيتها من جهة أخرى.

على الرغم من أن كل الأزواج والزوجات يطمحون لتطوير الذات وتحقيق السعادة وبناء المسكن المناسب والحصول على مصدر دخل يفي بالاحتياجات الأسرية، فإن غياب التخطيط يبدو واضحاً حتى في مسائل بسيطة كقضاء الإجازات. كثير من الناس لا يفكر في السفر إلا بعد بدء الإجازة، ما يضطره لطلب الشفاعات في الحجز وتحمّل شراء تذاكر السفر بأسعار مرتفعة ونحوها، بل قد يضطر للذهاب لأماكن ليست في قائمة أولوياته بسبب تأخره في ترتيب مسائل حجز الطيران والفنادق ونحوها.

لا أدعي الكمال على المستوى الشخصي، بل إنني أعاني - كغيري - من مشكلة غياب التخطيط، ولكنني أعمل على تغيير هذا الواقع وأسعى لتعميق مفهوم التخطيط للحياة لدى أفراد أسرتي وطلابي لكي يبتعدوا عن الحياة الفوضوية ويتجنبوا الوقوع في الأخطاء التي يمكن تفاديها. ولعل مقولة مشهورة تنسب إلى ألبرت آينشتاين تجسد أهمية التخطيط، عندما سُئل: لماذا نهتم بالمستقبل، قال: ''ببساطة لأننا ذاهبون هناك''. وأنا أقول إن نجاح التخطيط الأسري هو نجاح للمجتمع ككل.

لا بد من تقييم الإنجازات مع نهاية كل عام، من أجل الاستفادة من التجارب وتقليص الأخطاء والمعاناة التي قد تعترض حياة الإنسان. يقول روسو في هذا المجال: ''هناك طريقة وحيدة تجنب الإنسان العذاب هي إفادته من التجارب التي مر بها''.

ويمكن البدء في ممارسة عملية التخطيط وتقييم الإنجازات على مستوى الأسرة الصغيرة. ففي بداية العام، يقوم كل فرد من أفراد الأسرة (كبيراً أو صغيراً) برصد ثلاث مجموعات من الأهداف حسب الأولوية التي يرغب في تحقيقها على المدى القصير (أي خلال سنة واحدة) وتلك التي يخطط لتحقيقها على المدى المتوسط (أي خلال فترة سنة إلى خمس سنوات) وأخرى على مدى طويل (أي خلال عشر سنوات)، ثم يحدد الوسائل التي تساعد في تحقيق كل هدف والزمن المطلوب لإنجازه. وفي نهاية العام، تجتمع الأسرة وتقرأ الأهداف وتحدد الإنجازات التي أحرزها كل شخص. وأثناء هذه الاحتفالية الأسرية، يقوم كل شخص بكتابة أهداف جديدة للسنة القادمة. أعتقد أن هذه الممارسة مفيدة لتحفيز الأفراد لتحقيق أهدافهم، وكذا غرس مبدأ أو مفهوم التخطيط في تفكيرهم وممارساتهم الشخصية لأن التخطيط يساعد في تحقيق الأهداف والتمتع بحياة سعيدة - بإذن الله تعالى. فكما يُقال: ''اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً''.

وتبقى تساؤلات مهمة: هل تتفق معي بضرورة التخطيط لعامك الجديد وتجنب الحياة الفوضوية؟! وهل دولنا العربية لديها رؤية واضحة وأهداف محددة وأولويات مدروسة وسيناريوهات متعددة تجنبها الأزمات والمفاجآت التي يخبئها المستقبل؟ أختتم بمقولة ليو تولستوي بأن: ''الجميع يفكر في تغيير العالم، ولكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه''. وأدعو للجميع بالتوفيق والسعادة في العام الجديد والأعوام القادمة.. وكل عام وأنتم بخير.

مزيد من المنشورات
publications

دراسة تُعنى بالتعرف على التحضر ومعدلات النمو في المدن السعودية وخصائص المنظومة الحضرية في المملكة العربية السعودية وذلك بناء على بيانات ثلاثة تعدادات سكانية

2007
تم النشر فى:
الجمعية الجغرافية الكويتية
publications

تهدف إلى التعرف على مستوى الخصوبة في المملكة، بالإضافة إلى الوقوف على أهم المتغيرات المرتبطة بالسلوك الإنجابي للمرأة السعودية والمؤثرة فيه، وذلك بالاعتماد على بيانات المسح الديموغرافي الشامل…

1423
publications

يُعنى الكتاب بإبراز التباين المكاني في معدلات الجريمة بأنواعها الرئيسة بين المدن السعودية وتحديد العوامل المؤثرة فيها إلى جانب التعرف على خصائص الجناة.

1998
تم النشر فى:
وزارة الداخلية