تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

رشود بن محمد الخريف

Professor

المشرف على مركز الدراسات السكانية

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
46أ
المنشورات
2011

ما بعد الانتخابات البلدية!

 

د. رشود الخريف

الانتخابات البلدية خطوة جيدة لإشراك المواطن في القرارات البلدية. وعلى الرغم من بعض جوانب القصور في هذه الانتخابات كونها في بداياتها، فإنها تجربة تسهم في تنمية الوعي بمفهوم المشاركة في القرارات، وبعملية الانتخابات نفسها. ومن الطبيعي أن تشهد تحسنا كبيرا في الدورات القادمة، خاصة بعد قرار منح المرأة حق الترشح والترشيح في المجالس البلدية ومع وجود الأمل في توسيع صلاحياتها.

ومن المؤسف أن بعض المرشحين لهذه المجالس لا يعرف الكثير عن الأعمال البلدية والتنموية ولا يمتلك الرؤية والقدرة على التواصل مع الناخبين (الناس) الذين يمثلهم. كثير منهم يطمع في الوجاهة أو الحصول على مكافأة المجلس دون أن يوجه لنفسه سؤالا محوريا مهما، هو: هل يستطيع الإسهام في هذه المجالس لخدمة المدينة التي يمثل سكانها؟ إن الأمانة مع الذات ومراقبة الله في السر والعلن تقتضي أن يرشح الإنسان نفسه لعمل يتقنه ويجد في نفسه الرغبة في أدائه قبل أن يفكر في المكانة التي يكسبها من خلاله أو المكافأة التي يتقاضاها. وبالمناسبة فإن الأمانة في اختيار العمل المناسب من الأمور التي أسهمت في تقدم الغرب؛ فالإنسان هناك لا يمارس - في الغالب - عملا لا يميل إليه أو لا يرتاح لمزاولته. وهذا على عكس ما هو شائع في بلداننا العربية، فالإنسان يركض وراء العمل في التدريس وهو يعرف في قرارة نفسه أنه لا يتحمل التعامل مع التلاميذ الصغار ولا يطيقهم، وآخر يلتحق بالعمل في الدفاع المدني وهو يعرف بأنه يفتقر إلى مقومات رجل الدفاع المدني.

ومن جهة أخرى، كثير من الناس صوتوا لمرشح معين بناءً على مكانته الاجتماعية أو القبلية أو المالية أو الدينية، دون النظر في قدراته وخبراته في مجال العمل البلدي أو السؤال عنها، وهذا التصرف يتنافى مع الأمانة والإخلاص للوطن.

والآن بعد انتهاء الانتخابات وإعلان أسماء أعضاء المجالس في جميع مناطق المملكة، فإن المهم تحديد أولويات أعضاء المجالس البلدية. إن المشوار أمامهم طويل وشاق. فبعض المشاريع البلدية، خاصة في القرى والمدن الصغيرة لا يحقق مصلحة المجتمعات المحلية، هناك هدر كبير في تنفيذ مشروعات لا تعود بأي فائدة كرصف وإنارة شوارع بعيدة عن المدينة أو إنشاء حدائق بعيدة عن تركز السكان أو إقامة مخططات سكنية في أماكن غير مناسبة لبعدها عن الكتلة العمرانية ومن ثم تركها عشرات السنوات دون إعمار.

يحدث كل ذلك لأن التخطيط العمراني في كثير من الأحيان متروك لمهندس وافد لا يعرف الكثير عن المدينة أو موظف لا يمتلك الرؤية وتنقصه الخبرة ولا يعرف إلا القليل عن أبجديات التخطيط العمراني. وهذا يؤدي إلى هدر الموارد وضياعها دون محاسبة، خاصة مع غياب الشفافية!

إذن ماذا ينبغي أن يقوم به أعضاء المجالس البلدية؟ من المناسب أن تنظم الوزارة دورات تدريبية لأعضاء المجالس البلدية لتعريفهم بأبعاد التنمية الحضرية ومقومات العمل البلدي، وكذلك تنظيم زيارات لهم لبعض الأمانات لتبادل الخبرات والأفكار. ويقتضي المنطق أن يبدأ كل عضو بالتعرف على نشاطات البلدية ومشروعاتها الحالية والمستقبلية ثم تفهم رغبات الناس (أصحاب المصالح) وسماع وجهات نظرهم من خلال اجتماع دوري يُعقد في الأمانة أو البلدية. وبعد استيعاب ذلك، يعكف خلال الأسابيع الأولى لإعداد خطة عمل واقعية لأربع سنوات. وعندئذ يمكن للمجلس أن يسهم بفاعلية وفق خريطة طريق واضحة المعالم. وبناءً على هذه الخطة، يمكن تقييم أدائه فيما بعد والتعرف على إنجازاته وإسهاماته في ترشيد القرارات البلدية وخدمة المجتمع.

مزيد من المنشورات
publications

دراسة تُعنى بالتعرف على التحضر ومعدلات النمو في المدن السعودية وخصائص المنظومة الحضرية في المملكة العربية السعودية وذلك بناء على بيانات ثلاثة تعدادات سكانية

2007
تم النشر فى:
الجمعية الجغرافية الكويتية
publications

تهدف إلى التعرف على مستوى الخصوبة في المملكة، بالإضافة إلى الوقوف على أهم المتغيرات المرتبطة بالسلوك الإنجابي للمرأة السعودية والمؤثرة فيه، وذلك بالاعتماد على بيانات المسح الديموغرافي الشامل…

1423
publications

يُعنى الكتاب بإبراز التباين المكاني في معدلات الجريمة بأنواعها الرئيسة بين المدن السعودية وتحديد العوامل المؤثرة فيها إلى جانب التعرف على خصائص الجناة.

1998
تم النشر فى:
وزارة الداخلية