تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

رشود بن محمد الخريف

Professor

المشرف على مركز الدراسات السكانية

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
46أ
المنشورات
2011

ابن خميس .. سيبقى في القلوب والعقول!

د. رشود الخريف

فقدت السعودية خاصة والساحة الثقافية العربية عامة رائدا من رواد العلم والثقافة، ورمزا من الرموز الشامخة التي تميزت بالعطاء العلمي والأدبي والثقافي في زمن يصعب فيه البحث والتأليف والنشر. فصار رمزا ليس في مجال واحد فقط، بل في مجالات متعددة، خاصة في الشعر والأدب والتاريخ والجغرافيا. إنه مؤسس صحيفة ''الجزيرة''، وأحد مؤسسي ''النادي الأدبي في الرياض''، ومؤلف ''معجم اليمامة''، و''المجاز بين اليمامة والحجاز''، و''معجم جبال الجزيرة''، و''معجم أودية الجزيرة''، ومعجم ''رمال الجزيرة''، و''الدرعية''، و''على ربى اليمامة'' و''تاريخ اليمامة'' و''راشد الخلاوي'' و''الشوارد'' و''من أحاديث السمر'' وغيرها كثير.

لقد تألق الشيخ عبد الله بن خميس وأبدع في مجالات متعددة، فصار رمزا من رموزها وعَلما من أعلامها. قال الشعر فأمتع القراء والمستمعين على مختلف مشاربهم بأسلوبه المرهف، ولغته الفصيحة القوية، وعباراته البليغة، وحضوره الجذاب المحبب، واعتلى منابر الأدب والعلم محاضرا يطرب آذان مستمعيه ويمتع عقولهم، ويداعب قلوبهم، يلتف حوله المثقفون والأدباء والدارسون للتاريخ والجغرافيا في مجالسه الخاصة ومحاضراته العامة في الجامعات والمؤسسات العلمية والنوادي الأدبية.

لقد أسهم في مجال جغرافية شبه الجزيرة العربية، فعده الجغرافيون رمزا مميزا من رموز هذا العلم إلى جانب رفيق دربه علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر - يرحمه الله - الذي اشترك معه في تأليف المعجم الجغرافي. لم يعتمد ابن خميس في تأليف كتبه القيّمة على القراءة الواسعة والبحث المضني في الكتب والمخطوطات فقط، بل ارتحل بعيدا وسافر كثيرا وراء المعلومة؛ للتحقق من بعض المواقع والأودية والجبال والسهول في أرجاء شبه الجزيرة العربية ليقدم للمكتبة الجغرافية العديد من الكتب المرجعية القيّمة والممتعة.

عُرف ابن خميس بشخصيته المتواضعة، وأخلاقه الراقية، وأفكاره النيّرة، واحترامه لكل من تعامل معه. لقد كان داعما لطلاب العلم ومحبي المعرفة، ففتح مجلسه للناس جميعا من العلماء والمؤرخين والأدباء وعامة الناس.

وعلى الرغم من الخسارة الجلل بوفاة هذا العلم وغياب هذه القامة الشامخة، إلا أن أدب ابن خميس وكتبه ومؤلفاته ومحاضراته ستبقى حاضرة في أذهان كثير من المهتمين والباحثين في مجالات أدب شبه الجزيرة العربية وتاريخها وجغرافيتها. وستبقى لابن خميس بصمات واضحة في الأدب والشعر، وستظل سيرته قدوة للأجيال المقبلة بعصاميته وطموحه وإنجازاته.

إن هذا الرائد يستحق من مجتمعه إنشاء مركز ثقافي وعلمي يحمل اسمه، ويخلد ذكره وفكره وأعماله، ويرعى مؤلفاته نشرا وتوزيعا، ويشجع الباحثين على الاستمرار على نهجه ودراسة الموضوعات التي اهتم بها في مجالات أدب شبه الجزيرة العربية وجغرافيتها وتاريخها؛ لينضم هذا المركز إلى منظومة المؤسسات العلمية والثقافية الرائعة والمميزة، مثل دارة الملك عبد العزيز ومركز حمد الجاسر الثقافي.

وأختتم بتقديم التعازي لأسرة شيخنا ابن خميس ومحبيه، ومجتمع العلم والثقافة في بلادنا، داعيا المولى القدير أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته، و''إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ''.

مزيد من المنشورات
publications

دراسة تُعنى بالتعرف على التحضر ومعدلات النمو في المدن السعودية وخصائص المنظومة الحضرية في المملكة العربية السعودية وذلك بناء على بيانات ثلاثة تعدادات سكانية

2007
تم النشر فى:
الجمعية الجغرافية الكويتية
publications

تهدف إلى التعرف على مستوى الخصوبة في المملكة، بالإضافة إلى الوقوف على أهم المتغيرات المرتبطة بالسلوك الإنجابي للمرأة السعودية والمؤثرة فيه، وذلك بالاعتماد على بيانات المسح الديموغرافي الشامل…

1423
publications

يُعنى الكتاب بإبراز التباين المكاني في معدلات الجريمة بأنواعها الرئيسة بين المدن السعودية وتحديد العوامل المؤثرة فيها إلى جانب التعرف على خصائص الجناة.

1998
تم النشر فى:
وزارة الداخلية