تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

رشود بن محمد الخريف

Professor

المشرف على مركز الدراسات السكانية

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
46أ
المنشورات
2011

السياحة الداخلية ما بين الخدمات وغياب المعلومة!

د. رشود الخريف

تزخر المملكة بالمواقع الأثرية المثيرة من قلاع ومبانٍ وآبار قديمة ودروب تاريخية، إلى جانب المظاهر الطبيعية كالجبال والأودية والرمال الجميلة. وهناك الكثير من المواطنين والمقيمين الذين يفضلون التجول في مختلف مناطق المملكة؛ لاكتشاف كنوزها السياحية والاستمتاع بالتنقل بين مدنها وقراها وجبالها وسهولها. وهذا بالفعل ما قمت به وكثير من الناس غيري خلال إجازة الربيع الماضية. لا أتكلم عن منطقة معينة، ولكن عن معظم المناطق التي زرتها، وهي كثيرة ومتباعدة في الشمال والجنوب والشرق والغرب.

وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الهيئة العليا للسياحة والآثار، إلا أن السائح في الداخل يعاني معاناة كبيرة. بعض أسباب هذه المعاناة ترتبط بعدم اكتمال البنية التحتية للسياحة التي لا تختص بها الهيئة مباشرة، وإنما هي مسؤولية جهات حكومية أخرى كالأمانات والبلديات، ووزارة النقل وغيرها، ولكن الهيئة تتحمل المسؤولية في أمور أخرى.

لنبدأ بالخدمات الضرورية للسفر والتنقل بين مدن المملكة وقراها والأماكن السياحية بها. لا تزال المرافق العامة على الطرق في حالة يرثى لها، بل لا تليق بما وصلت إليه المملكة من تقدم في المجالات الأخرى. قلما تجد دورات مياه في المحطات أو المطاعم على الطرق السريعة، وإن وجدتها فإنك لا تستطيع استخدامها إلا بعناء. وهذا انطباع كثير ممن يتنقل بالسيارة من مكان إلى آخر، ويذكر أحد الأجانب أنه لم يصدق حالة المرافق العامة على الطرق في المملكة؛ مما جعله ينتهي إلى الاستنتاج بأن السعوديين يستخدمون الطائرة تفاديا للوضع المتدني للمرافق العامة على الطرق السريعة، بل يعتقد أن الأثرياء لا يسافرون داخل المملكة لهذه الأسباب!

وتعاني المطاعم والاستراحات تدنيا في مستوى النظافة العامة؛ مما يدل على غياب الرقابة والمتابعة، فلا أدري هل العاملون بها مصرح لهم بالتعامل مع الغذاء أم لا؟! مما شاهدته من الفوضى وعدم الالتزام ببديهيات الخدمة في مثل هذه الأماكن أستطيع القول إن كثيرا منهم يعمل دون تصريح!

وبعيدا عن المرافق العامة والخدمات الضرورية على الطرق، يشعر السائح بفرحة كبيرة عندما يمر بأحد الآبار القديمة أو القلاع أو الأحياء التاريخية، لكنه يصطدم بسياج محكم ولوحة كبيرة تحذر بعدم الاقتراب أو العبث بها. يحاول السائح البحث عن معلومة - ولو مختصرة - تساعده في الإجابة عن أسئلة أطفاله، فلا يجد شيئا!

وهنا يتساءل السائح: هل الموارد المتاحة للهيئة لا تمكنها من إضافة معلومات بسيطة عن القلاع أو الآبار أو النقوش أو المواقع الأثرية الأخرى؟! أم أنها لا تتوافر لديها المعلومات عن المواقع؛ لذلك آثرت الاكتفاء بالتحذير فقط؟! أم أنها تعتقد أن سائح الداخل لا يهتم بمثل هذه المواقع، ولا توجد لديه الثقافة السياحية أو الرغبة لزيارتها أو معرفة معلومات عنها؟! أم أنها (أي الهيئة العليا للسياحة والآثار) تريد توجيه السائح لزيارة مواقع محددة فقط ولا تسمح له بالوقوف عند المعالم التي يمر بها؟! أخشى أن عدم احترام الزائر لهذه المواقع الأثرية وتقديم المعلومات له، يفقده احترام التحذيرات، ومن ثم يحاول العبث أو الدخول عنوة لبعض هذه المواقع لاكتشاف ما بها، خاصة أن السياج الحديدي المستخدم حول معظم المواقع الأثرية لا يسمح بدخول عدسة التصوير من خلال فتحاته الضيقة لأخذ صورة مقبولة؛ مما قد يدفع المصورين المتحمسين إلى تسلق السياج أو الشعور بخيبة أمل.

ختاما: أدعو الهيئة العليا للسياحة والآثار لبذل المزيد لتشجيع السياحة الداخلية من خلال تحسين البنية الضرورية، ومنها إضافة معلومات مختصرة إلى جانب عبارة ''التحذير' أمام المواقع الأثرية، خاصة تلك التي تقع على الطرق ويمر بها كثير من المسافرين. كما يجب أن تُعطى المرافق العامة على الطرق وداخل المدن عناية خاصة، فلا بد من تغيير الأنظمة البلدية، حيث لا تمنح رخصة فتح مطعم أو مقهى أو محطة وقود إلا بتوفير دورات مياه بمعايير مناسبة. ولا بد من تحديد المسؤولية تجاه مراقبة سلامة الغذاء ونظافة المطاعم سواء تلك الواقعة على الطرق أو داخل المدن ومحاسبة المقصرين في أداء مهامهم!

مزيد من المنشورات
publications

دراسة تُعنى بالتعرف على التحضر ومعدلات النمو في المدن السعودية وخصائص المنظومة الحضرية في المملكة العربية السعودية وذلك بناء على بيانات ثلاثة تعدادات سكانية

2007
تم النشر فى:
الجمعية الجغرافية الكويتية
publications

تهدف إلى التعرف على مستوى الخصوبة في المملكة، بالإضافة إلى الوقوف على أهم المتغيرات المرتبطة بالسلوك الإنجابي للمرأة السعودية والمؤثرة فيه، وذلك بالاعتماد على بيانات المسح الديموغرافي الشامل…

1423
publications

يُعنى الكتاب بإبراز التباين المكاني في معدلات الجريمة بأنواعها الرئيسة بين المدن السعودية وتحديد العوامل المؤثرة فيها إلى جانب التعرف على خصائص الجناة.

1998
تم النشر فى:
وزارة الداخلية