تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

رشود بن محمد الخريف

Professor

المشرف على مركز الدراسات السكانية

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
46أ
المنشورات
2011

ما العبر والدروس من الانتفاضة المصرية؟!

د. رشود الخريف

لقد اجتاح تسونامي ''بوعزيزي'' مصر، وسيجتاح غيرها بكل تأكيد، وذلك اعتماداً على ترمومتر الطوفان الساخن وبوصلته التي تتأرجح شرقاً وغرباً. وفي العالم العربي من الحكمة أن نتعلم من التجارب التي نمر بها والأحداث التي نعيشها، كي نحافظ على انتمائنا لفصيلة بني البشر الذين كرمهم الله ــ تعالى ــ بالعقل وأمرهم بتدبر الأمور.

وفي خضم الأحداث المتسارعة التي تشهدها الساحة العربية، لا بد أن تقفز في الأذهان كثير من الأسئلة حول الانتفاضة المصرية، خاصة أن معظم نتائجها لا تزال في رحم المستقبل. لكن السؤال المهم هو: ما الدروس والاستنتاجات مما حدث؟ على الرغم من أن دوافع الانتفاضة ومحفزاتها ومكوناتها تستحق دراسة عميقة من قبل المتخصصين في علم السياسية وعلم النفس والاجتماع والجغرافيا السياسية، إلا أنه يمكن استنباط بعض الدروس والملامح العامة التالية:

• الفعل السلمي يصنع التغيير، ما قد يعني انتهاء عصر التغيير بالعنف، خاصة مع وجود ومساندة تقنيات العصر، كالإعلام الإلكتروني والتصوير الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعية كالـ ''فيس بوك'' ونحوه.

• يستطيع الشباب عمل ما لم يستطع عليه الكبار، وما لا يتنبأ به خبراء السياسية والعسكرية، وذلك لأنهم جبلوا على الرغبة في التغيير واتسموا بالجرأة والمصداقية.

• اكتشفت الشعوب العربية نفسها بعد سبات طويل، بل أدركت أن الوقت لم يعد كما كان، وأن لديها قوة كامنة.

• يبدو أن الانتفاضات الشبابية الفاعلة في هذا العصر لن تتلوّن بأيديولوجيات معينة أو تتبنى منحى دينيا أو قوميا، بل تطالب بالحرية والديمقراطية وحرية التعبير. لذلك جاءت الانتفاضة المصرية وقبلها التونسية على عكس ما كان يتوقع (أو يتخوف) البعض بأن يكون دافعها دينيا أو أن تقف وراءها جهات خارجية!

• إن الديمقراطية سمة القرن الحادي والعشرين، ما يعني أن السلطات المطلقة وتقديس الشخص الواحد أصبحت من تراث الماضي. لذلك فإن الشعور بأن شخصا ما هو الوحيد والأنسب لاستمرار الاستقرار والأمن لم يعد مقبولاً أو مقنعاً.

• لم يستوعب بعض الساسة العرب أن الدول العظمى لا تؤمن بالصداقات الدائمة، وإنما تعمل لتعظيم مصالحها القومية، ولا تتورع عن التدخل بأساليب مباشرة أو غير مباشرة متى ما وجدت فرصة سانحة لخدمة أهدافها.

• إن الناس يتلذذون بعذوبة الديمقراطية والحرية حتى مع الفقر والعوز.

• إن إشراك الناس في القرارات التنموية والمصيرية من خلال المجالس المنتخبة وتفويض الصلاحيات للمجالس والهيئات والوحدات الإدارية أمر في غاية الأهمية والفاعلية، بل هو ضمانة الاستمرار والاستقرار.

• أخفق كثير من وسائل الإعلام العربية سواء الفضائيات أو الصحافة في اختبار المصداقية والموضوعية, فكثير منها لم يكن موضوعياً ومحايداً، فإما اتجه ذات اليمين وإما ذات الشمال، باستثناء فضائية هيئة الإذاعة البريطانية BBC، التي ربما تسهم انتفاضة المصريين في استعادة مجدها القديم، لتوازنها في نقل الأحداث ومصداقيتها النسبية مقارنة بغيرها. أما بعض وسائل الإعلام العربية، كجريدة ''الأهرام'' المصرية على سبيل المثال، فستبقى مجالاً رحباً لدراسة طلاب أقسام الصحافة ومثالاً صارخاً للفشل في مواكبة الأحداث وكذلك غياب الموضوعية والمصداقية والتحول (أو التقلب) من جانب إلى جانب.

وأخيراً، ربما تصدق المقولة: ''إذا انكسرت البيضة بفعل من الخارج، فإن الحياة قد تُفقد، وإذا انكسرت من الداخل، فإن حياة جديدة قد تُولد!''.

مزيد من المنشورات
publications

دراسة تُعنى بالتعرف على التحضر ومعدلات النمو في المدن السعودية وخصائص المنظومة الحضرية في المملكة العربية السعودية وذلك بناء على بيانات ثلاثة تعدادات سكانية

2007
تم النشر فى:
الجمعية الجغرافية الكويتية
publications

تهدف إلى التعرف على مستوى الخصوبة في المملكة، بالإضافة إلى الوقوف على أهم المتغيرات المرتبطة بالسلوك الإنجابي للمرأة السعودية والمؤثرة فيه، وذلك بالاعتماد على بيانات المسح الديموغرافي الشامل…

1423
publications

يُعنى الكتاب بإبراز التباين المكاني في معدلات الجريمة بأنواعها الرئيسة بين المدن السعودية وتحديد العوامل المؤثرة فيها إلى جانب التعرف على خصائص الجناة.

1998
تم النشر فى:
وزارة الداخلية