تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

رشود بن محمد الخريف

Professor

المشرف على مركز الدراسات السكانية

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
46أ
المنشورات
2010

هل أصبحت الحوادث سبب الوفاة الأول في المملكة؟!

د. رشود الخريف

تتغير الأسباب الرئيسة للوفاة من فترة إلى أخرى ومن مكان إلى آخر. فقد كانت الأمراض المعدية والطفيلية مسؤولة عن معظم الوفيات في دول الخليج بما فيها المملكة في الماضي، ولكنها تقلصت بفضل الله ثم بجهود المكافحة الجادة والتحصينات المستمرة، إضافة إلى زيادة الوعي الصحي وتحسن مستويات المعيشة. وفي المقابل، احتلت أمراض القلب المرتبة الأولى بين أسباب الوفاة في معظم دول الخليج، لتصبح مشابهة لنمط الوفيات في الدول المتقدمة. وعلى الرغم من أن أمراض القلب غالباً ما تصيب كبار السن، إلا أن الوقاية منها ممكنة، خاصة إذا علمنا أن أبرز مسبباتها ضغط الدم والسكري والتدخين والسمنة وزيادة الدهون والكوليسترول. ومن المتوقع أن تحتل أمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الجهاز التنفسي المراتب الأولى في قائمة الأسباب الرئيسة للوفاة، نتيجة ازدياد أعمار السكان من جهة وانخفاض الوفيات بسبب الأمراض المعدية من جهة أخرى.

ولكن الوضع في المملكة تغيّر خلال السنوات القليلة الماضية إلى وضع مقلق. فلم يعد يشابه الدول المتقدمة التي تحتل أمراض القلب المرتبة الأولى والحوادث المرتبة الخامسة ضمن قائمة الأسباب الرئيسة للوفاة كما هو الحال في الولايات المتحدة، بل أصبحت الحوادث هي السبب الأول المؤدي لوفاة الذكور السعوديين، ويأتي بعدها أمراض القلب. نعم ترتفع نسبة الوفيات بين الذكور السعوديين بسبب الحوادث إلى 24 في المائة، أي أن ربع الوفيات في المملكة تقريباً سببها الحوادث، مقارنة بنحو 5 في المائة في الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك في البحرين. ومما يزيد من وطأة الكارثة أن أغلب الوفيات تحدث بين الشباب، وأنها في تزايد مستمر. وبذلك – ربما – تأتي المملكة في المرتبة الأولى عالمياً من حيث معدل الوفيات بسبب الحوادث!

ولا شك أن السرعة الزائدة (أو الجنونية) تقف وراء معظم الحوادث، يليها قطع إشارات المرور، إضافة إلى عدم التزام الشركات العاملة في الطرق بأصول السلامة أثناء العمل في صيانة الطرق وإنشائها. ولكن التهور وغياب القيم لدى فئة كبيرة من الشباب وعدم مبالاتهم بأرواح الآخرين تُعد الأسباب الحقيقية الكامنة وراء الكارثة. وهذا ربما يعكس الإخفاق في تربية هذا الجيل وإعداده الإعداد السليم!

إن هذه الإحصاءات تقرع جرس الإنذار، مؤكدة أن الوفيات بسبب الحوادث وصلت إلى درجة ''كارثة وطنية'' ينبغي أن تحظى بالأولوية وأن تستقطب اهتمام الجهات المسؤولة، من أجل المحافظة على ثروات الوطن النفيسة (أرواح الشباب)، وتخفيف الضغط على المستشفيات، والحد من التكاليف الاجتماعية التي يعانيها المجتمع وتتحمل ويلاتها الأسر، خاصة أن خسائر الحوادث لا تقتصر على حالات الوفاة، بل ينتج عنها آلاف الإعاقات بأنواعها وأشكالها كافة. وبذلك فلربما أصبحت الحوادث المرورية هي – أيضاً - السبب الرئيس للإعاقة في المجتمع، خاصة بين الذكور.

إن الحد من هذه الكارثة الوطنية يتطلب جهوداً مخلصة وإجراءات جادة، ومنها:

1) تربية النشء على احترام الآخرين والإحساس بقيمة الحياة بالنسبة لهم ولغيرهم.

2) إدخال موضوع أصول قيادة السيارة وأخلاقياتها وكذلك أخطار الحوادث في مناهج المرحلة الثانوية.

3) تكثيف المرور السري، وتجنيد مخبرين ثقاة من مختلف الفئات، للتبليغ عن المخالفين، وخاصة مخالفات قطع الإشارات المرورية والسرعة الجنونية.

4) بذل المزيد لإعداد رجال المرور وتدريبهم لزيادة فاعليتهم وتأثيرهم في الحد من المخالفات المرورية، ومن ثم تقليص الحوادث والمحافظة على الأنفس.

5) الإفادة من التقنيات الحديثة، كالكاميرات ونحوها، إضافة إلى استخدام الطائرات المروحية لمراقبة الطرق السريعة.

مزيد من المنشورات
publications

دراسة تُعنى بالتعرف على التحضر ومعدلات النمو في المدن السعودية وخصائص المنظومة الحضرية في المملكة العربية السعودية وذلك بناء على بيانات ثلاثة تعدادات سكانية

2007
تم النشر فى:
الجمعية الجغرافية الكويتية
publications

تهدف إلى التعرف على مستوى الخصوبة في المملكة، بالإضافة إلى الوقوف على أهم المتغيرات المرتبطة بالسلوك الإنجابي للمرأة السعودية والمؤثرة فيه، وذلك بالاعتماد على بيانات المسح الديموغرافي الشامل…

1423
publications

يُعنى الكتاب بإبراز التباين المكاني في معدلات الجريمة بأنواعها الرئيسة بين المدن السعودية وتحديد العوامل المؤثرة فيها إلى جانب التعرف على خصائص الجناة.

1998
تم النشر فى:
وزارة الداخلية