تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

رشود بن محمد الخريف

Professor

المشرف على مركز الدراسات السكانية

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
46أ
المنشورات
2010

غياب الاهتمام بالصحراء والمياه في الجامعات!

د. رشود الخريف

إن القضايا التي تواجه الإنسان والمجتمع ذات أبعاد مختلفة، ويتطلب فهمُها اشتراك كثير من التخصصات العلمية المختلفة. فبعض القضايا الصحية لا تتطلب أطباء فقط، بل علماء نفس واجتماع وتغذية ونحوها. كما أن التخطيط لشق الطرق يحتاج إلى مهندسين متخصصين في البيئة والجغرافيا والاجتماع والآثار والتخطيط الحضري لدراسة الآثار الإيجابية والسلبية لشق طريق معين. وكذلك فإن إيجاد تطبيقات مفيدة للمجتمع في مجال ''العلوم الحيوية'' لا يأتي إلا من خلال إسهام متخصصين في الطب والبيئة والزراعة وغيرها. وبالتأكيد, فإن تحقيق تنمية مستدامة في البيئة الصحراوية الجافة يتطلب زيادة الاهتمام العلمي بهذه البيئة وإيجاد تخصصات علمية موجهة لخدمتها.

إن الاقتصار على التخصصات التقليدية يحد من تطوير تخصصات جديدة تواكب الحاجات المستجدة للإنسان عموماً، ويعرقل التواصل إلى حلول مبتكرة لبعض القضايا التي تواجه المجتمعات في البيئات الجافة وغيرها. فالبيئة الصحراوية الجافة لها سماتها ومميزاتها ومتطلباتها التنموية التي تحتاج إلى كليات متخصصة في دراسة قضاياها وتطوير نماذج مبتكرة لمشاريع تنموية تكون أكثر ملاءمة وانسجاماً مع البيئة.

هذا – أيها القارئ - موجز حديث قهوة الصباح مع الصديق الدكتور حامد الشراري – عضو مجلس الشورى - الذي شاركني الرأي بأن استحداث تخصصات علمية تهتم بالمياه والصحراء في جامعاتنا أمر في غاية الأهمية، إذا أردنا ضمان استدامة التنمية وتقدم الإنسان في هذا الإقليم. ولكن كيف؟ وما أسباب غياب الإبداع في إيجاد تخصصات تخدم البيئة الصحراوية في جامعاتنا؟

في الحقيقة، تتعدد أسباب غياب الإبداع في إيجاد تخصصات جديدة تعود بالنفع على المجتمع. فحداثة العلوم في منطقتنا سبب من أسباب التخوف من استحدث تخصصات تخدم الإنسان والتنمية في البيئة الصحراوية، كذلك فإن تفوق الغرب والانشغال بالسعي لمواكبة التطورات المتسارعة في الجامعات الغربية قد يكون السبب الثاني، ولا يقل عن ذلك أهمية، غياب البيئة المحفزة للإبداع، ولكن السبب الأهم هو التوظيف؛ فوزارة الخدمة المدنية لا تواكب المستجدات أو حاجات المجتمع؛ فتقف في بعض الأحيان عائقاً أمام أي تغيير أو تطوير في تخصصات معينة من خلال إجراءاتها الطويلة المعقدة.

على الرغم من الجهود المشكورة، مثل: ''مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء'' وكذلك ''جائزة الأمير سلطان العالمية للمياه'' وبعض الكراسي البحثية في الجامعات، إلا أن هناك حاجة ماسة لاستحداث تخصصات علمية تخدم البيئة الصحراوية وتسعى إلى تنمية موارد المياه النادرة بها. فإيجاد كليات متخصصة في دراسات الصحراء والمياه أمر في غاية الأهمية، لتشجيع تخصصات الهندسة والطب وعلوم النبات والحيوان والزراعة والجغرافيا, والتخطيط وغيرها على تناول البيئة الصحراوية والتركيز عليها، ومن ثم الإسهام في تحقيق تنمية مستدامة في هذه البيئة، من خلال إيجاد حلول مبتكرة للمشكلات والتحديات التي تواجه مجتمعات هذه المناطق، مثل: تنمية الموارد المائية وتطوير تقنيات تحلية مياه البحر، والحد من تأثير العواصف الترابية, وزحف الرمال على المدن, والمناطق الزراعية، ووقف تدهور الغطاء النباتي، واستصلاح نباتات وأشجار تتناسب مع البيئة الصحراوية، وتصميم نماذج مناسبة للمساكن، ومعالجة التشققات في المباني والطرق وغيرها. وأخيراً، أتمنى أن تكون ''كليات دراسات الصحراء'' من السمات المميزة للجامعات الناشئة!

مزيد من المنشورات
publications

دراسة تُعنى بالتعرف على التحضر ومعدلات النمو في المدن السعودية وخصائص المنظومة الحضرية في المملكة العربية السعودية وذلك بناء على بيانات ثلاثة تعدادات سكانية

2007
تم النشر فى:
الجمعية الجغرافية الكويتية
publications

تهدف إلى التعرف على مستوى الخصوبة في المملكة، بالإضافة إلى الوقوف على أهم المتغيرات المرتبطة بالسلوك الإنجابي للمرأة السعودية والمؤثرة فيه، وذلك بالاعتماد على بيانات المسح الديموغرافي الشامل…

1423
publications

يُعنى الكتاب بإبراز التباين المكاني في معدلات الجريمة بأنواعها الرئيسة بين المدن السعودية وتحديد العوامل المؤثرة فيها إلى جانب التعرف على خصائص الجناة.

1998
تم النشر فى:
وزارة الداخلية