تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

أ.د. محمد احمد تركى السديرى

Professor

عضو هيئة تدريس

كلية إدارة الأعمال
2-201-14
مدونة

التطبيقات الرقمية في مهبّ التنافس التجاري

جريدة الحياة
لجمعة، ١٨ أبريل/ نيسان ٢٠١٤ (٠٠:٠٠ - بتوقيت غرينتش)
آخر تحديث: الجمعة، ١٨ أبريل/ نيسان ٢٠١٤ (٠٠:٠٠ - بتوقيت غرينتش) واشنطن - «الحياة» 
 
في الشهور الأولى للعام 2014، تعرّضت شركة «آبل» العالميّة، وهي صانعة «آي فون» و «آي باد» وحواسيب الـ «ماك»، إلى نقد قوي. انصب النقد على إعلان الشركة قواعد جديدة بصدد عمليات شراء منتجات عبر تطبيقات «آبليكايشنز» رقميّة تعمل على أجهزتها. فقد أبطلت «آبل» عمل الروابط والأزرار التي تسمح لشركة ما ببيع منتجات خارج نظام البيع الخاص بـ «آبل»، إذا كانت هذه الشركة تستخدم هذا النظام في تعاملاتها الإلكترونية. ولم يكن ذلك سوى مجرد مثال عن القواعد التي باتت «آبل» تفرضها على التطبيقات التجاريّة.

وتحصد «آبل» حاضراً حصة مقدارها ثلاثون في المئة، تُستقطع من بيع المحتوى الرقمي على جهازي «آي باد» و «آي فون». وأعطت هذه الأمور مؤشّراً الى أنّ تلك الشركة العملاقة في صناعة الكومبيوتر (مقرّها كاليفورنيا) بإمكانها أيضاً أن تتحصل على تعرفة مالية عند بيع أي كتاب عبر استخدام البرنامج الذي يستعمله «كيندل كلاود ريد» في التعامل مع أجهزة «آي باد».

وفي ردّ فعل أوليّ، عمدت شركتا «أمازون» و «وول ستريت جورنال» إلى إزالة روابط تتصل بشركة «آبل» من موقعيهما على الإنترنت.

في المقابل، أعلنت الـ «فايننشال تايمز» أخيراً أنها صنعت تطبيقاً لمجلّتها يعمل بتقنية «النص الفائق الترابط 5» HTML5، وهو مخصّص للتعامل مع الهواتف الذكيّة.

وفي منحى التطبيقات الأصيلة، أُضيف زر خاص إلى جهاز «كيندل كلاود ريد» (وهو قارئ إلكتروني يتخصّص بالاتصال مع قواعد بيانات تعمل بتقنية «حوسبة السحاب») يظهر أثناء تصفّح الإنترنت. وبفضل ذلك الزر، ينتقل مستعمل «كيندل كلاود ريد» إلى «مخزن كيندل» Kindle Store الرقمي الذي تديره شركة «أمازون» وتضع فيه منتجات مخصصة لـ «كيندل»، مثل الكتب والموسيقى وغيرهما. وفي تعليق له على المنافسة التجارية في مجال التطبيقات الرقميّة، أخبر ستيفان بينشز، مدير «فايننشال تايمز» للتكنولوجيا الناشئة، موقع الـ «بي بي سي»، أنّه متفائل في ما يتعلّق بمستقبل تطبيقات الإنترنت. وقال: «نعتقد أنّ التطبيقات الأصليّة تكون هي الحل أحياناً، بمعنى أنها تغطي الفجوات التقنية، بانتظار أن تتدارك التقنيات أمورها وتلتحق بالمستوى الأكثر تطوّراً في مجال عملها. لذا، أتوّقع رؤية مزيد من التطبيقات المرتكزة الى تقنية «النص الفائق الترابط 5»، مع عدد أقلّ من التطبيقات الأصليّة».

وفي السياق عينه، لاحظ بينشر أيضاً أن خطوة «أمازون» إطلاق «قارئ السحاب»، تشير إلى أنّ أعداداً متزايدة من الشركات ربما تبحث عن حلّ يعتمد على التطبيقات المرتكزة الى الإنترنت، من أجل تفادي الضوابط التي قد يفرضها صانع تطبيق مُحدّد للتجارة الإلكترونية (نقرأ: شركة «آبل») على التجارة الإلكترونية ومتفرّعاتها.

وأضاف بينشر: «في الـ «فايننشال تايمز»، نؤمن بأنّ زبائننا يدفعون ثمن المحتوى وليس الوسيلة، ما يعني أنهم مستعدون لأكلاف دفعة مفردة واشتراكاً وحيداً، شرط أن يعملا على أجهزة عدّة، فيؤمّنا فوائد مهمّة للزبائن».