تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

الـدكـتـور عـمـر بـن عـبـدالـعـزيـز آل الـشـيـخ

Associate Professor

عضو هيئة تدريس

كلية الطب
كلية الطب
مدونة

علوم البيانات: فتنـــة الصنـــاعـة

ينتهي المطاف بحاملي درجة الدكتوراة من أصحاب المهارات الكَمِّيَّة حاليًّا إلى وظائف في شركات التكنولوجيا.
مونيا بيكر
Nature (2015) doi:10.1038/nj7546-253a
كان إيلي بريسرت يخطط لاستغلال وظيفته الأكاديمية في البحث عن كيفية تكوين النجوم، فقد كان إيلي حاصلًا على درجة الدكتوراة في عِلْم الفَلَك من جامعة إكستر بالمملكة المتحدة، ثم فاز بمنحة مرموقة لزمالة ما بعد الدكتوراة؛ لدراسة عِلْم الفَلَك الراديوي بالقرب من سيدني بأستراليا. كانت الاستشهادات من أوراقه البحثية، والدعوات التي يتلقّاها ـ إمّا بهدف التعاون معه، أو استضافته للحديث في المؤتمرات ـ في ازدياد مستمر. باختصار.. لم يكن هناك سبب يدعوه إلى أن يرغب في العمل خارج نطاق عِلْم الفَلَك.
بعد عام من العمل في بحوث ما بعد الدكتوراة في 2012، بدأ الواقع الكئيب لسوق العمل في المجال الأكاديمي يجعله يشعر بالعصبية والتوتر. ويتذكر بريسرت تلك الفترة بقوله: «جلستُ مع نفسي، وأخذتُ في حساب الاحتمالات التي تنتظرني. تُرى، ما هي فرصتي في الالتحاق بمؤسسة بحثية متميزة في مكان تشعر فيه عائلتي بالسعادة؟» كان بريسرت قد انتقل بالفعل هو وزوجته وطفله الذي يبلغ من العمر عامًا واحدًا إلى أستراليا، على مسافة تقرب من 16 ألف كيلومتر؛ لأجل بحث ما بعد الدكتوراة الذي كان يجريه، ولكن لم تَرُق للرجل فكرة السفر، والانتقال عبر أنحاء العالم في مقابل راتب قليل، واستقرار محدود. ورغم ذلك.. كان البحث الذي يعمل فيه يسير على ما يرام؛ ومن ثم، قرر الاستمرار ومواصلة العمل.
في العام نفسه، نشر بريسرت وزميل له كتابًا مختصَرًا عن البرمجة العِلْمية، وتمّ تعيينه في وظيفة (مرشد أكاديمي) لشركة مبتدئة كانت تقوم بصناعة البرمجيات؛ لمساعدة الباحثين المتعاونين على التأليف المشترك للأوراق البحثية. وقد انجذب بريسرت إلى روح الهمة والنشاط السائدة في تلك الشركة المبتدئة. وعندما سمع بمنحة زمالة لإعداد العلماء للحصول على وظائف في قطاع التكنولوجيا في وادي السيليكون؛ قدَّم طلبًا للحصول على تلك المنحة؛ وتم قبوله.
انتقل بريسرت وعائلته من جديد، ولكن في هذه المرة على بعد 12 ألف كيلومتر إلى بالو ألتو بولاية كاليفورنيا. وحاليًّا، يعمل بريسرت رئيسًا لمختبَرات البيانات في شركة «ستيتش فيكس» Stitch Fix، وهي شركة في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، تعمل في مجال تصميم الخوارزميّات التنبؤية، التي تساعد العملاء على اختيار الملابس. ويقول إنه يحب عمله في تقييم المناهج الحاسوبية إلى حد ما، لأنه يتيح له حرية التفكير والابتكار بدرجة أكبر مما كان متاحًا له في الحياة الأكاديمية.
لا يُعَدّ بريسرت حالة شاذة، أو خارجة عن المألوف؛ فشركته توظِّف 20 شخصًا من حملة الدكتوراة في تخصصات متنوعة، تشمل عِلْم الفَلَك، وعِلْم الأعصاب، والهندسة الكهربائية. وحسب ما يقوله إريك كولسن، مدير بريسرت، فإن الميزة الكبرى لهؤلاء الأشخاص تتمثل في دقة التفكير، التي يتمتعون بها. فالتدريب الذي يتلقونه أثناء إعداد الدكتوراة يعني تعلُّم صياغة الأسئلة، واختبار الفروض، وتقييم ما إذا كان يمكن الوثوق في حلٍّ ما. ويقول كولسن إنه عند التطرق إلى وضع نماذج للبيانات، فإن تلك الصفات تجعل من حملة الدكتوراة أكثر تشككًا من معظم الناس. ويضيف: «إذا كانت النتيجة رائعة في المحاولة الأولى، فإن رد الفعل الأول لحامل الدكتوراة سيتطرق إلى فكرة أن تلك النتيجة رائعة بدرجة تجعلها غير قابلة للتصديق. ويمتلك حملة الدكتوراة صبرًا، وأسلوبًا مميزًا في وضع إطار للمشكلات، لا يمتلكهما الحاصلون على ماجستير إدارة الأعمال». ويمثل حملة الدكتوراة العاملون في «ستيتش فيكس» مجموعة واحدة فحسب من بين الكثير من شباب العلماء، وبشكل أساسي في الولايات المتحدة، الذين تركوا مستنقع العمل الأكاديمي؛ للالتحاق بوظائف في مجال علوم البيانات الصناعية.
قُمْ بخطوة الانتقال:
يتمتع علماء الرياضيات وعلماء الكمبيوتر بتمثيل جيد في مجال علوم البيانات، ولكن الذكاء الحاسوبي ومهارات الاتصال أكثر أهمية من التخصص العلمي. فالباحثون الجدد في بداية حياتهم المهنية، الذين يأملون في الانتقال إلى ذلك المجال، ينبغي عليهم إظهار أنه يمكنهم استخلاص نماذج وأنماط من البيانات غير المرتبة، ووضع تلك النماذج والأنماط في سياق أهداف تجارية محددة.
يقول مايكل لي، المؤسس المشارِك لدورة «حاضنة البيانات» The Data Incubator، وهي دورة تدريبية تُعقد في نيويورك وواشنطن دي سي، وتتولى تأهيل الخريجين؛ للحصول على وظائف في مجال علوم البيانات: «من المهم تذكُّر أن الصناعة لا تعطي قيمة كبيرة لوجهات النظر، وإنما تقدِّر التحليلات التي تكون قابلة للتطبيق». ووفقًا لما قاله جيك كلامكا، الذي أَسَّس برنامجًا تدريبيًّا مشابِهًا باسم «إنسايت» Insight لعلوم البيانات في بالو ألتو، فإن الأكاديميين يضيعون الفرص التي تسنح لهم، بسبب عدم عِلْمهم ببواطن الصناعة وظواهرها. وخلافًا لذلك.. فمن الممكن عدم توظيف المرشحين المؤهلين، ونَعْتهم بالجهل، نتيجة لاستخدامهم الكلمة الخاطئة، مثل المصطلح الأكاديمي «دراسة»، بدلًا من المصطلح المستخدَم في المجال الصناعي «تجربة»، أو «اختبار أ/ب
للمزيد:
http://arabicedition.nature.com/journal/2015/06/nj7546-253a