تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

الـدكـتـور عـمـر بـن عـبـدالـعـزيـز آل الـشـيـخ

Associate Professor

عضو هيئة تدريس

كلية الطب
كلية الطب
مدونة

العمل التطوعي: علـومٌ للنفـع العـام

قد يكون عرض مهاراتك في إطار العمل التطوعي أمرًا مفيدًا، ولكنه يتطلب تفكيرًا متأنيًا.
آمبر دانس
Nature (2016) doi:10.1038/nj7624-279a | Published online 1 ديسمبر 2016 
عندما وصلت الطبيبة أليسون سميث إلى سن التقاعد في عام 2012، لم تكن مستعدة لنزع سَمّاعتها الطبية وتعليقها على الحائط. لذا قررت طبيبة الرعاية الأولية ـ التي تعيش في ساسيكس بالمملكة المتحدة ـ التطوع للعمل بمنظمة خيرية تُسمى «التحرر من التعذيب» Freedom from Torture في لندن. تقوم سميث بفحص طالبي اللجوء، الذين يحتاجون إلى دليل طبي على تعرُّضهم لسوء المعاملة الذي من شأنه دعم طلباتهم للبقاء في البلاد.
وبصفة جزئية يساعد العملُ سميث على التخفيف مما تصفه بأنه "شعور الناجين بالذنب"، أي الإحساس بأنك عشت حياة رائعة، بينما لم يكن الآخرون محظوظين بالقدر ذاته. كذلك يجعلها العمل تشعر بأنها تسهم في التعويض عن أفعال الأطباء الذين يشاركون في عمليات التعذيب. وإضافة إلى ذلك، تعترف سميث بأن لديها سببًا أنانيًّا، فتقول: "إنه تحدٍ مثير للاهتمام، فأنا لا أريد أن أهمِل استغلال مهاراتي المهنية".
تُعَدّ سميث واحدة من بين كثير من العلماء والمهندسين والعاملين في القطاع الصحي على مستوى العالم، الذين يوظفون قدراتهم ومهاراتهم المهنية، وكذلك أوقات فراغهم، التي غالبًا ما تكون محدودة، في مهام تطوعية. ولا يمنحهم ذلك العمل التطوعي شعورًا بالرضا لاستخدام مهاراتهم المهنية فحسب، بل أيضا يتيح لهم فوائد مهنية مثل فرص إنشاء شبكات للعلاقات أو إمكانية نشر الأبحاث في بعض الأحيان. ويمكن للباحثين الذين يشعرون بانجذاب إلى العمل التطوعي أن يسهموا في تنفيذ المشروعات التي تتضمن الحق في الصحة، أو في بيئات عيش آمنة، على سبيل المثال. ولا يجب على هؤلاء الأشخاص الانتظار حتى الوصول إلى سن التقاعد، أو السفر إلى الخارج، ليتمكنوا من المشاركة، فهناك وسائل لإحداث تغيير إيجابي في حياة كثير من الأشخاص، من خلال التزام يؤديه المرء في مجتمعه المحلي لمدة بضع ساعات، ولكن من المهم لهؤلاء المتطوعين المنتظرين أن ينتقوا مشروعاتهم بعناية، وأن يفهموا ما هو مطلوب منهم فيما يخص الخبرة العلمية، والالتزام بالمواعيد، والنفقات التي ربما يضطرون إلى تحمُّلها.
كيف تجد منظمةً، يمكنك من خلالها ممارسة العمل التطوعي؟ يعثر بعض الباحثين على مشروعات خيرية من خلال جامعاتهم، ويلجأ كثيرون إلى النقابات المهنية في تخصصاتهم. يقوم برنامج «علماء تحت الطلب» ـ الذي تديره «الجمعية الأمريكية لتطوير العلوم» في واشنطن العاصمة ـ بالتوفيق بين العلماء، ومنظمات حقوق الإنسان. وقد قام البرنامج بضم ما يقرب من 1,000 عالِم ينتمون إلى 58 دولة، وربما تتضمن المهام المسنَدة إليهم مساعدة المنظمات على تحليل وفهْم التقارير الفنية، أو تصميم استطلاعات الرأي، أو تطوير التقنيات النافعة. تقول تيريزا هاريس، مديرة البرنامج: "أرى في الوقت الحاضر المزيد والمزيد من مبادرات ’بلا حدود‘، التي تدشِّنها هيئات ومؤسسات علمية".
مِن بين تلك المبادرات برنامج «تبادُل من أجل أرض مزدهرة» Thriving Earth Exchange، الذي أطلقه الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي في واشنطن العاصمة في عام 2013. يقوم البرنامج بالتوفيق بين علماء الأرض، والمجتمعات الإقليمية التي تحتاج إلى النصح والمشورة، مثل المدن التي تخطط لمواجهة الآثار المترتبة على تغير المناخ. تقول ناتاشا أودو جاما ـ مديرة المشارَكات المجتمعية بهذا البرنامج ـ إن العلماء غالبًا ما يستهلُّون حياتهم الوظيفية وهم متلهفون إلى خدمة البشرية، ثم ما يلبثون أن ينشغلوا بضغوط النشر، وكتابة طلبات المِنَح، والسعي وراء الحصول على وظيفة ثابتة، وتحقيق مزيد من الإنجازات المهنية الأخرى. تستطيع المشروعات الإنسانية، حتى الصغيرة منها، أن تساعد في تحقيق تلك الرغبة في تحسين أحوال العالم، التي تخفت وتضيع على درب الحياة.
للمزيد: http://arabicedition.nature.com/journal/2016/12/nj7624-279a