تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

الـدكـتـور عـمـر بـن عـبـدالـعـزيـز آل الـشـيـخ

Associate Professor

عضو هيئة تدريس

كلية الطب
كلية الطب
مدونة

نظام تحديد المواقع قد يعطل أجزاء من المخ

أصبح الاعتماد على التكنولوجيا في حياتنا كبيراً، غير أننا قد نتجاهل السلبيات التي تنتج عن استعمالها. إذ أظهرت دراسة أن الاعتماد على أنظمة الملاحة تؤثر سلباً على قدرتنا الذاتية في حفظ الطرقات والاتجاهات.

إذا ما كنت تخشى من أن استخدام نظام تحديد المواقع عن طريق “الأقمار الاصطناعية” للوصول إلى وجهتك، سيجعلك تجد صعوبة في العثور على طريقك بمفردك، فإن الأبحاث تقول إنك ربما كنت محقاً في مخاوفك.

فقد وجد باحثون يدرسون تأثير نظام تحديد المواقع على المخ أن الأشخاص الذين يستعينون بهذا النظام يعطلون عمل أجزاء من المخ كان من الممكن استخدامها في التفكير في طرق بديلة وتعزيز مهارات تحديد المسارات.

وقال الباحثون الذين نشروا نتائجهم في دورية (نيتشر كوميونيكيشن)، إنه عندما اعتمد متطوعون في الدراسة على أساليب الملاحة اليدوية كان لديهم زيادة في أنشطة الحُصين (منطقة من المخ مرتبطة بالتعلم والذاكرة) والقشرة الأمامية التي تغطي الفص الجبهي للمخ. لكن هذا لم يحدث عندما اتبع المتطوعون إرشادات نظام تحديد المواقع.

وقال هوجو سبيرز من قسم علم النفس التجريبي، كلية لندن الجامعية، “عندما تكون هناك تكنولوجيا تخبرنا أي طريق نسلك…لا تستجيب هذه الأجزاء من المخ ببساطة لشبكة الشوارع.” وأضاف “وهنا يتوقف مخنا عن الاهتمام بالشوارع المحيطة بنا.”

وذكر الباحثون أن الاستخدام المستمر لنظام تحديد المواقع ربما يكون له تأثيرات على المدى البعيد تجعل المستخدمين أقل قدرة على التعلم وتحديد الاتجاهات دون مساعدة.

وقال أمير هومايون جوادي الذي شارك في الدراسة ” من المهم أن نفهم كيف تؤثر البيئة على المخ… بوضوح نظام تتبع المواقع له استخداماته وعيوبه.”

كما حلل الباحثون شبكات الشوارع في المدن الكبرى حول العالم لتحديد مدى سهولة التنقل فيها. ووجدوا أن لندن بشبكة شوارعها الصغيرة المعقدة تبدو مرهقة على نحو خاص للمخ.

وعلى العكس يبذل المرء جهداً ذهنياً أقل بكثير للتجول في مانهاتن بنيويورك التي عادة ما يسير المرء فيها في خطوط مستقيمة يميناً أو يساراً.

 

المصدر/ الألمانية