المكتبة الالكترونية: دراسة تحليلية لنظرة الستينيات الاستشرافية.
الزهري, سعد بن سعيد . 2017
المكتبة الالكترونية: دراسة وصفية تتبعية لنظرة الستينيات الاستشرافية
عاشت المكتبات خلال القرن العشرين حياة حافلة بالمتغيرات والتطورات الفنية والتقنية، وشهدت كثيراً من الإرهاصات التي أثرت في بنيتها ووظائفها ورسالتها أيضا. وفي كل مرحلة خلال النصف الثاني من القرن العشرين كان للعلماء آراء استشرافية لمستقبل المكتبات وخدماتها. وفي هذه الدراسة نستعرض بالدرس والاستقراء إحدى تلك الدراسات[1] التي أخذت على عاتقها استشراف مستقبل "المكتبة الالكترونية للقرن الواحد والعشرين" والتطورات التي تنتظرها خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الميلادي المنصرم وندقق في كل ذلك لنرى ما تحقق من تلك التنبؤات والتوقعات. فكيف نظر العلماء والمكتبيون لما يمكن أن تكون عليه مكتبة المستقبل؟ وما هي تصوراتهم لإمكانات هذه المكتبة؟ وكيف كانت طموحاتهم وأين بلغت آمالهم؟
مشكلة الدراسة وأهميتها وأهدافها:
نشرت مجلة "عالم المكتبات" في عددها الثالث من المجلد الرابع (مايو- يونيه 1962) دراسة تحت عنوان: (المكتبة الالكترونية للقرن الحادي والعشرين: الرواد سيتعاملون مع الأجهزة والآلات بدل الكتب والأمناء) ولم يكتب عليها اسم كاتبها. ولكن يظهر بأن حبيب سلامه هو كاتبها باعتباره رئيس التحرير وهو المرجح لأن يكتب تقريرا/دراسة بعد عودته من سفر لحضور مؤتمر في مدينة سياتل الأمريكية، وإلا لكان أشار لكاتبها. وقد استشرف هذا البحث مستقبل المكتبات خلال ما تبقى من القرن العشرين وموضحا أن } أخطر تطورات فنية يشهدها عالم المكتبات جهازية وفنية ستغير مفاهيم الخدمة المكتبية، حيث لا رفوف كتب، ولا أمناء سيسقبلون الرواد ويخدمونهم، "وإنما فقط" آلات ذات أزرار وأجهزة حاسبة وأشرطة ولوحات تلفزيونية". حينها ستناقش "الآلات التي قد تعطيك إجابة لا ترضي حاجتك فتردها إليها وتطلب غيرها فتعطيك حتى تصل إلى طلبك{. أما أمناء المكتبات في المستقبل – وكما جاء في الدراسة المذكورة- فإنهم "لن يدرسوا الكتب والناس" وإنما "سيدرسون الصوت والضوء والمغناطيسية والأجهزة الالكترونية والتصوير". هذه باختصار النظرة لمكتبة القرن الواحد والعشرين الالكترونية كما صورتها لنا الدراسة المذكورة، وبناء على رؤية كاتبها الذي اعتمد على ما قدم في معرض مكتبة القرن الواحد والعشرين الذي أقيم في مدينة سياتل الأمريكية أوائل ذلك العام حيث أبدعت شركتا يونيفال و رمنغتون راند فيما قدمتاه من عروض للأجهزة الحديثة. وبناء عليه فإن الدراسة الحالية ستنظر إلى تلك التنبؤات والاستشرافات –بطريقة استقرائية- وتضعها في مقارنة بما تعيشه المكتبات اليوم، لنتبين أي من تلك التبؤات قد تحقق، وأيها لم يتحقق، كما ستوضح الدراسة الحالية بعض الجوانب الصائبة في تلك التنبؤات مقابل بعض الرؤى التي جانبها الصواب. كما أننا سنشير للبعض الآخر الذي نشعر أنه خرج عن إطاره، أو أن الكاتب توقعه بشكل ونراه اليوم واقعا بشكل مختلف، وستخرج الدراسة الحالية هذه بمؤشرات من شأنها أن تساعد العاملين في هذا المجال على الواقعية حين يقدمون على أعمال ودراسات استشرافية من هذا النوع. كما أن هذه الدراسة ستختصر التطور الذي حدث خلال الفترة الماضية وتقدمه موجزا بما يتناسب في ما ذكر في الدراسة تحت الدرس والتمحيص.
ومما يضاف لأهمية الدراسة أنها تناقش -بالإضافة لما ذكر أعلاه- واقع وتطورات المكتبات العربية فيما يتعلق بالنقاط التي ترطزت عليها الدراسة،الأمر الذي يحسب لهذا الدراسة بين أيدينا، وبخاصة أن الباحثين الغربيين[1] قدو اعتنوا بتتبع ورصد تأريخ مكتباتهم[2]، ولكن الأمر ليس كذلك للأسف في المجتمات العربية على وجه الخصوص.
[1] - Goedeken, Edward A.(2011). The Literature of Ainerican Library History, 2008-2009. Libraries df the Cultural Record, Vol. 46, No. 4.
[2] - Buchanan, Anne l. and Jean-pierre v.m. he´rubel(2011). Subject and Historiographic Characteristics of Library History: disciplinary considerations and scholarship. Journal of Scholarly Publishing. July. 10.3138/jsp.42.4.514
المستخلص: تسعى هذه الدراسة الوصفية التحليلية إلى استعراض واقع تعليم المعلومات والمكتبات في المملكة العربية السعودية من خلال الاطلاع على واقع الأقسام…
تركزت هذه الدراسة على مسح واقع المكتبات الخاصة في المملكة العربية السعودية، بهدف التعرف إلى واقعها(مجموعاتها وطريقة تنظيمها) وإمكاناتها وخدماتها. كما رمت الدراسة إلى استشراف مستقبل هذه…