جهود علمية في سبيل تمكين المصاب باضطراب نفسي*...

في تقرير نشرته جمعية علم النفس البريطانية في مارس 2015، دعت إلى تجنب إستخدام بعض الأوصاف اللغوية التي ترى أنها غير مناسبة في سياق العمل النفسي العيادي أو البحثي، إذ ترى أنها تؤذي من توصف به دون ان يكون هناك مبرر علمي كاف أو فائدة سريره لاستخدامها. ومن ذلك مثلاً؛ الدعوة إلى إستخدام صفة "كرب أو صعوبات أو مشاكل Distress " بدلاً عن إطلاق صفة "المرض النفسي Mental Illness"؛ فبدلاً من القول بأن لدى فلان مرض نفسي، تقترح الجمعية أن نقول: "كرب انفعالي أو كرب نفسي"، مثلاً.
وجاءت هذه الدعوة في سياق توجه أعم نحو مزيد من تمكين المصابين بإضطرابات نفسية. فقد انتشرت خلال العقد الاخير في دول اوروبا الغربية وخاصة بريطانيا، حركة إشراك المصابين بإضطرابات نفسية في التخطيط للخدمات التي تُقدم لهذه الفئة، وعلى مستوى أكبر كباحثين مشاركين في الأبحاث التي تحاول فهم هذه الإضطرابات وعلاجها. وهم الآن أعضاء أساسيين في كثير من المؤسسات والفرق البحثية المرموقة في بريطانيا، كالمعهد الوطني للأبحاث الصحية National Institute for Health Research ومجلس الأبحاث الطبية The Medical Research Council. ويطلق عليهم مُسمى: باحث مُستخدم للخدمة Service-user researcher، وأحياناً: خبير بالخبرة Expert-by-experience.
ولهذه الحركة عدة بواعث، منها مثلاً لاحصراً: الشعور بالحاجة لإدماج خبرة هؤلاء الباحثين الشخصية في صياغة النظريات والفرضيات التي تحاول فهم الإضطراب النفسي، وتنامي الوعي بخطأ الزعم بان الإصابة بالإضطراب النفسي تسلب الشخص تماماً قدرته على الحكم والتمييز والفهم السليم.
*نشرت هذه المادة في صحيفة رسالة الجامعة، بجامعة الملك سعود.
 
د/ أحمد كساب الشايع