سلسلة التثقيف الصحي ٨: الفراشة الحمراء (الذئبة) وصحة الفم
الذئبة هو أحد أمراض المناعة الذاتية ذو طابع جيني، والتي تؤثر على جودة الحياة للمصابين بشكل كبير.
في هذا المقال لن نتحدث عن الذئبة وأنواعها، وما يتعلق به من أعراض وعلاج حيث أفضل من يجيب عليها هو المختص بأمراض الروماتيزم، وإنما سنتحدث بما يتعلق بالمظاهر الفموية وكيفية العناية بصحة الفم للمصابين به.
على ماذا يحتوي التجويف الفموي؟
– يحتوي الفم على الاسنان، اللثة، الانسجة الفموية وتشمل الشفاه من الداخل والخارج، أنسجة الخد من الداخل، مقدمة وأسفل اللسان، سقف الحلق بجزئيه الصلب والمرن، الغدد اللعابية الكبرى والصغرى وكذلك الغدد العرقية داخل الفم.
ماهي علاقة الفراشة الحمراء (الذئبة) مع صحة الفم؟
- غالبًا ما يُشار إلى تجويف الفم على أنه “مرآة للجسم” ويمكن أن يكون الموقع الأول الذي تظهر عليه علامات سريرية لمرض جهازي في بعض الأحيان.
- يعد وجود قرح الفم أحد المعايير الأساسية لتشخيص الذئبة الحمامية الجهازية.
- عادةً ما تتحسن الآفات الفموية إذا تم التقليل من نشاط الذئبة.
- غالبًا ما يكون تكرار حدوث المظاهر الفموية مؤشرًا على نشاط متجدد للمرض
- هناك عدد من العلامات والأعراض الفموية التي تسببها الذئبة وقد تكون مرتبطة ليس فقط بالمرض نفسه، ولكن أيضًا بالحالات الثانوية المصاحبة أو تأثير الأدوية المختلفة.
- يمكن أن يكون لأمراض الفم في بعض الأحيان تأثير سلبي على نشاط المصاب بمرض جهازي كالذئبة.
- تشير الإحصائيات العالمية إلى أن المظاهر الفموية قد تصيب حتى ٤٥٪ من المصابين بالنوع الجهازي و٢٥٪ من النوع القرصي.
ماهي المظاهر الفموية التي تبرز مع الذئبة والتي تقترن بنشاط المرض بشكل عام؟
- البقع البيضاء والحمراء التي تؤثر على أنسجة الخد من الداخل أو الشفاة السفلية مع قرحة في منتصف هذه البقع.
- تقترن القرحة القلاعية الفموية بشكل كبير مع الذئبة ويعتمد تكرارها وحدتها مع نشاط المرض، وقد تسببها أيضا بعض الادوية مثل الميثوتركسيت أو المسكنات كالبروفين، بسبب جرح الطعام الجاف أو الاسنان مع نقص افراز اللعاب وجفاف الفم كأثر جانبي للأدوية، أو متلازمة شوقرن المصاحبة.
- جفاف الفم بسبب متلازمة شوقرن والتي يرجح سببها إلى أسباب مناعية وقد تقترن مع الذئبة بشكلها الثانوي حتى ٣٠٪ من المصابين، وتقترن بجفاف بالعين والفم وأعراض أخرى.
- عند نقص كمية وتركيبة (لزوجة) اللعاب الطبيعية داخل الفم بسبب تأثير شوقرن على الغدد اللعابية، قد تكون الاسنان معرضة بشكل أكثر للتسوس والسقوط وقد يصاحب ذلك تغيرات في حاسة التذوق بالإضافة لأمراض اللثة، حساسية بالأسنان بسبب انكشاف اللثة، ورائحة الفم الغير محببة في بعض الأحيان.
- قد يتسبب جفاف الفم أيضا بالعدوى البكتيرية والتي قد تسبب انتفاخات أو تقرحات في منطقة الوجه والعنق أو العدوى الفطرية التي قد تكون على شكل طبقة بيضاء داخل وحوالي الفم والشفاه.
- هناك بعض الدلائل العلمية أن البقع الحمراء أو البيضاء مع الذئبة بنوعها القرصي، والتي تتوزع بشكل مقارب وتشبه بشكل كبير الحزاز الفموي المسطح، قد يكون لها احتمالية للتحول إلى خلايا غير حميدة على المدى الطويل، والتي يسبقها بعض التحولات التي يمكن تقصيها بالكشف المبكر لأنسجة الفم.
ما هو السبيل للتقليل من أثر المظاهر الفموية المتعلقة بالذئبة؟
١. وعي المصاب بطبيعة وأسباب المرض وكذلك اتباع توصيات الطبيب المختص للتقليل من نشاط المرض والمظاهر الفموية والذي ينعكس بشكل إيجابي جدا على جودة الحياة.
٢. العناية بصحة الفم وذلك باستخدام الفرشاة لمرتين يوميا (مدة دقيقتين بالمتوسط) مع استخدام الخيط السني.
٣. زيارة طبيب الاسنان بشكل دوري والالتزام بتنظيف الاسنان بشكل دوري، مع إطلاع الفريق المعالج بالتقرير الطبي للذئبة ليتسنى تعديل الخطة العلاجية لصحة الفم بشكل مناسب.
٤. يُنصح بالآتي لمن لديهم قروح داخل الفم بالآتي:
- التحدث إلى الطبيب المختص أو طبيب أمراض الفم لمناقشة أسباب هذه القرح وكيفية علاجها والوقاية منها.
- التحدث مع الطبيب حول خيارات العلاج الموضعية المتاحة في الصيدليات كطبقة واقية على القرح، بخاخ، غسول فم، جل تحتوي على نسبة بسيطة من مضاد الميكروبات/البنج الموضعي أو الستيرويدات المخففة وكذلك المسكنات المناسبة بحسب توصية الطبيب.
- تجنب المحفزات لهذه القرح سواء داخل أو خارج الفم ومنها التدخين، الأطعمة ذات النكهة القوية مثل التوابل الحارة، الأطعمة الجافة، الحمضيات والموالح، والسوائل الحارة.
- استخدام فرشاة الاسنان الناعمة وغسول الفم المناسب.
- استخدام معجون الاسنان الخالي من الصوديوم لوريل سولفيت (SLS) لتقليل عدم الارتياح على الانسجة الفموية المتقرحة.
٤. كيف يمكن التقليل من أثر جفاف الفم بسبب متلازمة شوقرن المصاحبه أو الأسباب الأخرى؟
يمكن الاطلاع على المزيد حول جفاف الفم في هذا الرابط https://alsoghier.com/2018/02/18/سلسلة-التثقيف-الصحي-الفم-مرآة-الجسد-٤/
متـى يستلزم الأمر مراجعة طبيب الاسنان أو المختص بأمراض الفم؟
في حال وجود الآتي:
- ألم أو صعوبات بفتح الفم أو عند مضغ الطعام.
- في حال وجود قرح بالفم تتعدى أسبوعين وما يصاحبها من أعراض أخرى.
- الإحساس بنقص اللعاب أو جفاف داخل الفم.
- في حال وجود انتفاخات أو تغيرات في لون أو تركيبة أنسجة الفم أو الشفاه.
- تغير الإحساس بالطعم أو الإحساس بطعم معدني داخل الفم.
- في حال تشخيص متلازمة شوقرن ليتم عمل الخطة العلاجية المناسبة ومتابعة التغيرات التي تطرأ على الغدد اللعابية بالاتفاق مع الطبيب المختص بالروماتيزم.
الكاتب : د. عبدالله الصغيّر.
مايو ٢٠٢١م
*جميع ما يذكر في شبكة الانترنت ووسائل التواصل هو بهدف التثقيف الصحي بشكل عام. تحدث دائما إلى الفريق الطبي للمعالج في حال وجود أي استفسارات متعلقة بهذا التشخيص أو علاجه.