تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

حازم بن فهد السند Hazem F Alsanad

Assistant Professor

عضو هيئة تدريس

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
***
مدونة

الثقة في النفس، خطوات نحو احترام الذات

الثقة بالنفس، احترام الذات  self-esteem
احترام الذات هي القيمة التي نضعها لأنفسنا، والتقييم الأساسي الذي نقيم به أنفسنا كإنس، تتأثر بنظرتنا لأنفسنا، وبنظرة الناس حولنا تجاهنا وتعاملهم معنا.
إحساسنا بالثقة بأنفسنا لايقتضي سعادتنا ومتعتنا فقط، بل ينعكس على أدائنا وإنجازاتنا.
الغالبية من الناس لايحظون بنسبة عالية من الرضى عن الذات كما يتمنون.
أعراض نقص الثقة:

  • البقاء في منطقة الأمان والراحة، وتجنب التجارب الجديدة
  • تعذيب الذات بالشكوك حول قدراتنا.
  • العجز عن إثبات الذات حين يتطلب الموقف ذلك.
  • الحصول على رضى من نجاحاتنا لكنه رضى متلاشٍ، سريع ينتهي عاجلًا.
  • الشعور بأننا لانستطيع السيطرة على المواقف.
  • لوم أنفسنا أو الآخرين على إخفاقاتنا، وعدم تحمل المسؤولية.
  • تضييع طاقاتنا في مقارنة ذواتنا بالآخرين، والاستياء من نجاحاتهم.

اكتساب الثقة يعني:

  • السيطرة على المواقف.
  • إمكانية استعادة السيطرة بعد الإخفاقات والإحباطات.
  • نظرة تفاؤلية وإيجابية لتوقعاتنا ولغيرنا.
  • العمل باستقلالية، من دون التأثر أو النظر بآراء الآخرين.
  • خوض تجارب جديدة، من دون القلق الشديد بما تنتج عنه هذه التجارب.
  • الأمانة والصراحة مع النفس والآخرين.

وباختصار، فالثقة في النفس تتيح للمرء الاستفادة القصوى من إمكانياته بل من الحياة كلها.
 
الفرق بين التواضع وضعف الثقة، أو الكبرياء وقوة الثقة بالذات؟
قد يخلط البعض عن قصد أو عمد بين التواضع وضعف الثقة بالنفس، وهذا ناتج عن جهل بخصائص كل واحدة منها.
 
الثقة بالنفس لا تعني الغرور، لسبب وجيه هو أن من خصائص الثقة عدم الفخر الشديد بالنجاحات، لأن من شروط الثقة بالنفس الاستغناء عن تقدير الناس، أو الاضطرار إلى إثبات الذات من خلال السعي لنيل رضاهم وإعجابهم.
المغرورون، في الحقيقة، ينقلون صورة متضخمة لذواتهم عند الناس، لأنهم ببساطة يهتمون كثيرًا برأي الآخرين فيهم! وهم يبحثون عن رضى الناس ليخفوا بهذا الإعجاب مشاعرهم بالعجز أو القصور.
وقد يدعي البعض أن التواضع يسهم في عدم الشعور بالقناعة التامة بالذات وإنجازاتها، مما قد يدفع إلى العمل الجاد، ويرد على ذلك بأن الدافع السلبي له آثار سلبية على الإنسان بشكل عام، وسيبقى دائما في تخوف من الفشل، ويكون إنجازه هربًا منه وليس صناعة للنجاح، بينما الباعث الإيجابي (النجاحات المتوالية) لها أثر كبير ورائع على الإنسان وطبيعة حياته.
 
من الذي يصاب بنقص الثقة؟
غالبية الناس يصابون بنقص الثقة في مرحلة من مراحل حياتهم.
العجيب أن ضعيفي الثقة بأنفسهم يكونون أكثر تحسسًا للمواقف، ونقصًا في ثقتهم مع مرورهم بظروف صعبة، وأنهم يتعرضون للتحكم من قبل أطراف أخرى في الغالب أيضا تتميز بالثقة المزيفة... هذا يذكرنا بتأثر العامة بالفنانين والإعلاميين الأفاكين أو التجار والساسة الكذابين.
 
أهم مرحلة لبناء الثقة أو هزها:
الثقة ونقصها تنتج في مرحلة الطفولة، والتجارب التي يمر بها الإنسان في تلك المرحلة، خاصة من الوالدين والإخوة والأصدقاء والمعلمين..
 
بعض الممارسات التي تؤدي إلى قلة الثقة في النفس لدى الأطفال:

  • الحب أو الإعجاب المقيد بشرط.... أحبك إذا فعلت كذا....
  • الحماية المفرط فيها من الوالدين، خاصة إذا وضح أن السبب في ذلك ضعف الطفل أو عجزه.
  • الانتقاد الشديد، والإهانات.
  • الطرد من مجموعة ما بسبب أمر بدني (الطول أوالشكل ) أو أمر ثقافي وعرقي.
  • تعرض الطفل لمسابقات وأنشطة لاتناسب توجهه الجسدي أو الذهني، وخوضه منافسات فيها.
  • المقارنة المجحفة مع أشخاص أفضل منه كالإخوة والزملاء
  • نشأته في أسرة تتميز بقلة الثقة في النفس.
  • تشجيع الاهتمام بآراء الناس والخضوع لمايرونه، والحذر من مخالفتهم.
  • توقع الصعب أو غير المنطقي من الطفل، لأنه حتما سيخفق.

 
رؤيتنا لذواتنا هي مجموعة من الانطباعات والآراء التي توصلنا إليها اعتمادا على تجاربنا التي خضناها، وعلى استشعارنا لردود فعل الناس تجاهنا.
وعلى كل حال، مهما يتحقق شيء مماحدث مما قد يتسبب في ضعف الثقة في الذات، فإننا لن نفقد ثقتنا إلا إذا سمحنا لهذه الظروف بالتأثير السلبي فينا.
 
لابد من مراعاة أن استشعارنا للإخفاقات في حياتنا أو ردود فعل الناس قد يكون مشوهًا ومزيفًا، على النحو التالي:

  • حين نعيش في ظروف صعبة أو تحت ضغط شديد، وهذا أكبر داع للخطأ في تقييم ذواتنا أو أدائنا،
  • الترجمة الخاطئة لردود أفعال الناس تجاهنا، بسبب الإفراط في الحساسية تجاهها، وهو مايجعل من ترجمتنا تستحضر أشياء أخرى لم يذكرها الناس في انتقادهم!!
  • بعض الناس يحكمون خطأ علينا، ويصدرون انتقادات جائرة، فكيف نتيح لحقدهم أن يؤثر علينا!؟ بل لابد من معرفة أن آراءهم هذه تشوبها ألوان الحقد أو الغضب أو الضغوط.
  • قد نبني أفكارًا ونصدر قرارات حول ذواتنا بناء على مواقف محدودة جدًا، وهذا غير صحيح! فحدث قد يتكرر مرة أو مرتين، وبعدها نعتقد أننا كذلك!
  • الإحساس باللوم تجاه ذواتنا على أخطاء لم نقم بها.
  • المبالغة في تقدير أخطائنا وهفواتنا وعيوبنا.
  • تجاهل أي قرينة إيجابية قد تتعارض مع أخرى سلبية، وتغليب الجانب السلبي!
  • عدم إعطائنا أي امتياز ومكافأة على الإنجازات الإيجابية لنا، والتقليل منها.
  • الاعتقاد أن احتمالية الأسوأ دائما أقرب إلى الحدوث من الأحسن.
  • المبالغة في عواقب الفشل.
  • التقليل من قدراتنا في التعامل مع المشكلات.

ما الذي يمكن فعله من  المهتز ثقته؟ الاستراتيجيات التي يتبعها هؤلاء هي واحدة من التالي:

  • الانسحاب: وهي وسيلة لتجنب المواقف المسيئة إلينا، والتي جربناها سابقًا فأحسسنا بالإحراج منها، فنخشى مواجهتها مرة أخرى. وهذا ينتج عنه تضييع عدد كبير من الفرص في الحياة.
  • المواجهة: وهي عكس الانسحاب، إلا أنها تتميز بأن الشخص يجعل حياته لها لمواجهة مخاوفه، فلايشعر عقلهم اللاواعي بالاطمئنان إلا بعد مواجهة كل المشكلات والصعوبات، والتغلب عليها، ولأنهم يضعون أهدافًا غير واقعية ويصعب تحقيقها، فغالبا ما يشعرون بالتواضع في الإنجاز، وتأكيد ضعف الثقة في أنفسهم. التقليل من إنجازاتهم دائما.
  • الخضوع: ويعني أنهم يتخلون عن رغباتهم ومراداتهم ويتبعون رغبات الآخرين، ويحاولون تجنب مايغضب الناس، ولكنهم غير مقتنعين بذلك، ويصبون غضبهم حينها على ذواتهم، ويودون الانتقام من المتسبب إلا أنهم يشعرون بالعجز وضعف الحيلة،
  • التحكم والقيادة: وهي عكس السابقة، فيحاول تغطية عجزه بمحاولة التحكم المفرط في الآخرين، ومن ذلك التنمر، أو الأساليب المخادعة للسيطرة، وقد تأخذ شكل التخطيط الدقيق، والتنظيم في التعامل مع الآخرين ومع الظروف المحيطة، وإحدى أوجهها المثالية المفرطة.

هذه الخصائص قد يجتمع بعضها، أو يمر بها في مراحل مختلفة.
 
خطوات أساسية لمعالجة الوضع:

  • إدراك ومعرفة العادات السلوكية السيئة.
  • معرفة المنافع من تغيير هذه العادات، والأضرار من استمرارها.
  • حل جذور المشكلة التي أنتجت هذه العادات.
  • ثق في قدراتك بأنك تستطيع التغيير.
  • ضع لنفسك أهدافا معينة تغير فيها من عاداتك السيئة، وتبدأ مثلًا بأن تتعامل بسلوك مختلف في مواقف معينة أو مع أناس محددين.
  • ابن على نجاحاتك، وحدد أهدافا جديدة.
  • كافئ نفسك.
  • حاول التوقف في المرحلة التي وصلت إليها، ولا تستسلم للإخفاقات لترجعك إلى الوراء.

 
كثير من الناس يربط بين الثقة والرضة عن الذات باستشعاره لما يعمله في علاقاته، ومستوى عمله، وصحته ومظهره، ولكن هذا ليس صحيحا على إطلاقه، هي حقا من مقادير النجاح والثقة، ولكنها تكون هادمة حين تكون هي الزاد الوحيد للثقة واحترام الذات، وحين تكون شرطا للرضى عن النفس، كأن يقول:
أشعر بالرضى عن نفسي حينما أكون نحيفًا...  !!
اعتمادك على اشتراطات خارجية لايسهم في الثقة الحقيقة، لأنها قد تزول، أو تتغير، ولابد من الاعتماد على شيء راسخ وثابت، وهو داخلك، وقناعتك المجردة في نفسك.
الأهم أن تحب نفسك... أحبها من دون شروط، هل يمكنك ذلك؟؟؟ إن كنت لاتستطيع، وتعتقد أنك غير جدير بالحب أو الاحترام، لقلة إنجازاتك، أو لشيء في مظهرك، فعليك أن تتأمل في أحد ممن تحب، أمك، أبوك، زوجتك، ابنتك، صديقك.. وتساءل لماذا تحبهم؟ هل هو لإنجازاتهم، أم لمظهرهم، وهل لوتغير شيء من ذلك سيتغير حبك!
بل إنك حين تحب نفسك من دون شروط، فأنت تكون حينها حرًا في التعامل مع الآخرين، أكثر قوة في مواجهة انتقاداتهم ورفضهم.
 
 الكفاءة واحترام الذات:
 ظاهريا يعتقد الكثير أن النجاح والكفاءة تؤدي بشكل تلقائي إلى الثقة واحترام الذات، وهذا غير دقيق، فهناك العديد من الأكفاء، لكنهم يرون أن ماحدث لهم صدفة، وأنهم فاشلون، وأن نجاحهم الظاهري هو خدعة!
لاتلم الآخرين على إخفاقاتك!  لأنك حينها تستخدمها لتضر نفسك، ولتضعها في محل متخلف.
فكر في إيجابيات التجربة السيئة... تعرضت للظلم.. فكر في الأشياء الإيجابية التي تحققت بسببها.
تحدث إلى الآخرين المقربين عن مايؤلمك ويحزنك... لكن أخبرهم بأنه مؤلم.. وتأكد من أن هذا الشخص متعاطف معك!
 
لاتقارن مقارنة جائرة بالآخرين
المقارنة لن تنتهي، ومهما نجحت في مهمة، فهناك من هو أفضل منك فيها!!!
مشكلة المقارنة أنها تركيز على جانب واحد في حياتك.. فتقارنه بالآخرين.. والحقيقة أن الإنسان له جوانب كثيرة، ولابد إذا أردت المقارنة أن تقارن بكل شيء... وهذا مستحيل.
إذا لم تتمكن من قطع المقارنات... كن واعيا، واسأل نفسك... كيف ستفيدني هذه المقارنة في زيادة ثقتي في نفسي!
قدّر نفسك:
أدرك قدراتك وتميزك... حاول تعداد الصفات الإيجابية فيك.. خذ قلما واكتب الآن
عدد إنجازاتك.
 
 
التعامل مع النقد الذاتي:
لا تكن شديدًا على نفسك، فقد يكون موقفك من ذاتك ونقدك الشديد أداة لهدمك، لكن اسأل نفسك الأسئلة التالية:

  • هل هذا الخطأ الذي ارتكبته خطير جدًا إلى حد لوم ذاتي وتقريعها بشدة؟ وماهي عواقبه؟
  • هل أنا فقط أركز على الجانب السلبي، هل هناك إيجابيات في ذاتي؟
  • هل وضعت توقعات تفوق قدراتي، أو توقعات غير واقعية؟
  • لماذا أنا قلق وخائف من هذا الخطأ؟ هل هو خوف من الناس وتفكيرهم حولي بسببه؟

 
عليكم بالمحادثة الذاتية لأنفسكم، حول حديثك النفسي إلى إيجابي، لاتتحدث عن السلبيات...
اضحك على ومع نفسك.
اقبل المديح، لا تنكره من غيرك، فقط تواضع بالطبع.
وكذلك امدح غيرك
لاتكن مثاليًا، يسعى إلى الكمال، لأنه عرض من أعراض نقص الثقة، خاصة أن حافز الكمال لديهم دافعه خشية الفشل...
المثاليون يشعرون بعدم الرضى عن وضعهم الحالي، ولن يصلوا إلى ما أرادوه في المستقبل.
  ابحث عن أصدقاء إيجابيين...
 
 
  كتب مهمة عن الثقة في النفس:
 
 على هذا الرابط:

https://www.dropbox.com/sh/7ie86o6pivvxuwu/AADii7beBmkNZQFaNqQIJAP8a?dl…