تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

رشود بن محمد الخريف

Professor

المشرف على مركز الدراسات السكانية

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
46أ
المنشورات
2011

ربيع العرب يعيد الضوء في نهاية النفق الفلسطيني!

 

د. رشود الخريف

أخيرا جاء التصالح بين الفلسطينيين في القاهرة بعد طول انتظار. لقد استلهموا من الحراك الشعبي في بعض الدول العربية واستوعبوا ما للحراك السلمي من تأثير كبير على الحكومات والقوى الخارجية، خاصة مع وجود الإعلام الإلكتروني والصفحات الاجتماعية على شبكة الإنترنت. فالحراك السلمي في الحقيقة أقوى تأثيرا وأدعى لكسب التعاطف الدولي من الأساليب الأخرى. إن وجود الدعم الغربي غير المحدود لإسرائيل، وامتلاكها للقوة العسكرية الكبيرة، وتأثيرها القوي على وسائل الإعلام الغربي، يجعل المواجهة العسكرية لا تعطي إلا نتائج محدودة ولو أنها تبقى خيارا مفتوحا. أما الحراك الشعبي السلمي والعصيان المدني، فإنه سيحرج إسرائيل ومؤيديها. وعندئذ لا تستطيع الدول الداعمة لإسرائيل الاستمرار - أمام شعوبها - في الدعم الذي يسهم في زيادة العنف وقتل المدنيين العزل!

إسرائيل تهدد السلطة بأنها لا بد أن تختار بين إسرائيل وحماس، وتنسى أن هناك أحزابا إسرائيلية عنصرية تحتقر العرب ولا تعترف بحقهم في العيش، بل تسعى إلى ترحيل ''فلسطينيي 48'' إلى الضفة الغربية، مثل حزب ''إسرائيل بيتنا'' وكذلك حزب الليكود. فما الغرابة - إذن - أن يكون هناك حزب فلسطيني لا يعترف بإسرائيل ويمثل جبهة معارضة. إن وجود أحزاب أو تنظيمات مؤيدة ومعارضة أمر طبيعي من أجل إيجاد توازن في صنع القرار الفلسطيني وفق صيغة ديمقراطية مناسبة. ولا ينبغي لدولة ترغب في السلام أن تتدخل في التكوين الداخلي للفلسطينيين.

في الحقيقة، كان العرب طوال العقود الماضية يتطلعون إلى أن يكون الفلسطينيون قدوة في الديمقراطية ومثالا يُحتذى به في العمل المؤسسي؛ لأنهم يواجهون تحديات عصيبة تتطلب العمل بفاعلية وجدية وشفافية. وعلى الرغم من أن التجارب الماضية خذلت الجميع وأحبطت الآمال، إلا أن العرب الآن أصبحوا ينظرون إلى ضوء الأمل في آخر النفق الفلسطيني، ولكنهم ينتظرون ويتساءلون: هل هو ضوء حقيقي أم قطار قادم!

نجاح الفلسطينيين يتطلب إخلاص النية وتوحيد الهدف ووضوح الرؤية، ولا يقل عن ذلك أهمية إتباع نهج ديمقراطي مؤسسي يعمل بشفافية ويغلِّب المصلحة العليا على المصالح الشخصية والانتماءات الحزبية، الأمر الذي كان سائدا في الماضي القريب. لا ينبغي أن تكون الساحة الفلسطينية مجالا للشد والجذب بين القوى الإقليمية والدولية. وعندئذ لا بد للحق أن ينتصر لو بعد حين.

ومع التغيرات الكبيرة التي يشهدها العالم، فمن المأمول أن يصبح الضمير العالمي أكثر يقظة وعدلا في النظر في حقوق الإنسان ومناصرة القضايا العادلة، لكي يسود السلام وينحسر الإرهاب. ولكن مع غياب العدالة ووجود الظلم سيجد الإرهاب من يبرر استمراره أو يؤيده سرا أو جهرا!

إن الأمل كبير والمناخ الإقليمي والدولي مناسب للبدء في تنفيذ بنود الاتفاق الفلسطيني وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل من خلال إصلاح شامل للمؤسسات الفلسطينية، والحد من الفساد المنتشر في كثير منها، وعدم تهميش أي من مكونات الشعب الفلسطيني وإشراكها في صنع القرارات المصيرية وفق نهج ديمقراطي سليم، والحرص على إعادة الحياة في شرايين التنمية البشرية، وانتهاج الحراك الشعبي السلمي لإحراج إسرائيل والداعمين لها، خاصة أن المتعاطفين مع القضية الفلسطينية بين الشعوب الأوروبية والأمريكية كثيرون، لدرجة أن هناك من يضحي بنفسه أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية نصرة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ناهيك عن عدد متزايد من الدول التي تعترف بالدولة الفلسطينية. ومن المؤكد أن الديمقراطية أساس القوة والصمود أمام العواصف الخارجية الهوجاء.

مزيد من المنشورات
publications

دراسة تُعنى بالتعرف على التحضر ومعدلات النمو في المدن السعودية وخصائص المنظومة الحضرية في المملكة العربية السعودية وذلك بناء على بيانات ثلاثة تعدادات سكانية

2007
تم النشر فى:
الجمعية الجغرافية الكويتية
publications

تهدف إلى التعرف على مستوى الخصوبة في المملكة، بالإضافة إلى الوقوف على أهم المتغيرات المرتبطة بالسلوك الإنجابي للمرأة السعودية والمؤثرة فيه، وذلك بالاعتماد على بيانات المسح الديموغرافي الشامل…

1423
publications

يُعنى الكتاب بإبراز التباين المكاني في معدلات الجريمة بأنواعها الرئيسة بين المدن السعودية وتحديد العوامل المؤثرة فيها إلى جانب التعرف على خصائص الجناة.

1998
تم النشر فى:
وزارة الداخلية