تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

عادل عبدالقادر المكينزى

Associate Professor

عضو هيئة تدريس

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
قسم الاعلام كلية العلومة الانسانية والاجتماعية
مدونة

هل يعود الابن الضال؟

الاقتصادية : 06 - 03 - 2009

ظلت المملكة تفتح الأبواب أمام عودة الأشخاص الذين ارتبطوا بجماعات التشدد والعنف ممن يتبنون أفكاراً منحرفة وضالة وهدامة، وكان خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز شديد الحرص دوماً على معالجة الأمور بهدوء وروية وفتح باب العودة إلى حضن الوطن والعودة إلى الطريق الرشيد أمام هؤلاء من موقع الأب الحاني وراعي الأسرة الكبيرة الذي يقوم بالمرهم لا بالمشرط، ولم يكن نهج المملكة يتسم بالقسوة إلا حينما يتعلق الأمر بسلامة الوطن والمواطن وهيبة الدولة, فتلك قضايا لا يمكن التهاون بشأنها أو المساومة عليها. إذن كانت دعوات المملكة من باب القوة ومن موقع القدرة وليس الضعف، ورغم ذلك ما زالت فئة من هؤلاء الشباب تصر على المضي في الطريق ذاته وانتهاج الخط نفسه, ولعل ما أعلنته وزارة الداخلية أخيرا من قائمة بأسماء 85 شخصاً ينتمون إلى هذه الجماعات المنحرفة والضالة يؤكد صوابية رؤية الملك عبد الله تجاه هذه الفئة الضالة.
وكنا نتمنى أن يعود هؤلاء إلى رشدهم ويراجعوا تجربتهم ويلتفتوا إلى خبرات الأفكار والاتجاهات المشابهة لهم في دول أخرى، حيث اكتشف أهل هذه الاتجاهات عوار أفكارهم وفساد نهجهم وأعلنوا حصيلة مراجعتهم لأنفسهم بشكل مكتوب وصريح دون لبس أو غموض. لقد توصل هؤلاء إلى أن طريق العنف والإرهاب لا يخدم عقيدة أو دين فهذا زعم زائف وهو أشد زيفاً بالنسبة للسعودية التي لا يمكن لأحد أن يزايد على روحيتها الإسلامية وعملها الدائم من أجل الإسلام والمسلمين وتطبيقها تعاليم الإسلام وقيمه.
ومن الغريب أن هؤلاء لا يلتفتون إلى ما تواجهه المملكة من ضغوط من قبل بعض الدول الغربية بسبب تمسكها بالنهج الإسلامي وسعيها إلى نصرة قضايا الإسلام والمسلمين، وفي كل مرة تؤكد المملكة صلابة موقفها وثباتها على مواقفها وأنها لا يمكن أن تحيد عن عقيدتها أو تفرط في نصرة قضايا الإسلام والمسلمين.
إننا نطالب هؤلاء بوقفة مع ضمائرهم وجلسة مصارحة مع أنفسهم ليتساءلوا عن الذي جنوه من هذا الطريق، وما عسى أن يكونوا قد قدموه من عطاء لدينهم وأمتهم. إن الإجابة واضحة ولا تحتاج إلى مراء لو صدقوا مع أنفسهم، فلا شيء سوى الخراب ورسم صورة مشوهة ومغلوطة في أذهان بعضهم عن الإسلام العظيم، وكم كان بوسع هؤلاء أن يقدموا صورة مغايرة لو أنهم انخرطوا في جهود التنمية في بلدهم وبذلوا العرق من أجل رفعة هذا البلد الكريم العامل للإسلام والمسلمين, فبهذا يلاقون ربهم وقد أحسنوا صنعا, حيث يتحقق معنى الاستخلاف الحقيقي الذي ينادي به الإسلام. إننا نجد الدعوة لهؤلاء أن يستفيقوا ويعودوا إلى رشدهم وأن يتخلوا عن طريق البوار ويلتحقوا بركب العمران والتنمية والفهم الصحيح للإسلام قبل أن يتجاوزهم الزمن وتنغلق أماهم نوافذ العودة وفرص التراجع.