تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

عادل عبدالقادر المكينزى

Associate Professor

عضو هيئة تدريس

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
قسم الاعلام كلية العلومة الانسانية والاجتماعية
مدونة

حجيج غزة

 

الاقتصادية : 04 - 12 - 2008

دموع تتحجر في المآقي، قلوب يعتصرها الألم، وعيون ترنو بأبصارها إلى الأفق البعيد يحدوها الأمل بانفراجة تحقق ما تصبو إليه الأنفس العطشى لزيارة البقاع الطاهرة. هذا هو حال حجيج غزة الذين يقبعون خلف الأسوار الحديدية يناشدون العالم. وكل صاحب ضمير حي أن يستمع إليهم في مطلبهم العادل والمشروع.
إن حجيج غزة لا يتجمعون تحت لافتة سياسية ولا يرفعون مطالب حزبية ولا يصنفون أنفسهم تحت رايات فئوية كل ذلك مطروح تحت أقدام حجيج غزة الذين لا يعرفون من هويتهم سوى أنهم مسلمون فلسطينيون يريدون تأدية مناسك الحج. فهل في هذا المطلب ما يتعارض والأمن العالمي أو يتناقض وشرعة حقوق الإنسان التي لا يكف البعض عن ترديدها زوراً وبهتاناً حتى إذا ما دقت ساعة الحقيقة ظهر فساد تلك الشعارات التي تُستخدم من قبل البعض لتحقيق مآرب سياسية.
عار وأي عار على عالم يرفع لواء حقوق الإنسان ويطالب بإطلاق الحريات ويقيم الحروب ويشن الغارات تحت غطاء هذه الدعاوى ثم يتنكر لحقوق شعب يئن تحت براثن الاحتلال ويمنع نفرا من أبنائه من تأدية شعائرهم العقدية. ترى لو أن هذا الأمر حدث مع مجموعة أخرى تنتمي لشعب آخر أو دين آخر ماذا سيكون رد فعل أدعياء التحضر ودهاقنة حقوق الإنسان؟. الجواب معروف كانوا سيقيمون الدنيا ولا يقعدونها ويذرفون الدمع مدرارا على قهر الإنسان وحرمانه من حقوقه التي تكلفها الشرائع الدولية ومبادئ الأديان، وبما، بل وحتما، كانت المؤسسات الأممية ستعقد مؤتمرات وتنظم جلسات للتباحث في هذا الخطب الجلل أما وأن الأمر يتعلق بهذا الشعب فلا مشكلة ولا خوف من تأثيرات جانبية أو مضاعفات سياسية يخشى أثرها فالقوم نيام وتلك الأمة لا حول لها ولا قوة.
إننا مُطالبون ببذل كل الجهد من أجل أن يتمكن حجيج غزة من عبور الحدود المغلقة وتجاوز الممرات المائية وأن تمخر سفنهم عباب الماء وتطوي سياراتهم المفازات حتى تواصل رحلتهم المسير صوب الأرض المقدسة التي تهوي إليها أفئدتهم، ونحن على يقين من أن الشعب الفلسطيني بقضه وقضيضه على قلب رجل واحد في هذه القضية، وأنه يرنو إلى أبناء أمته وقيادات الأمة الرشيدة حتى تنقشع تلك الغمة وتنفرج تلك الأزمة. ولا غرو في أن قيادات الأمة شعوبها وعلى رأسها خادم الحرمين وشعب المملكة المعطاء سيقفون كما هو العهد بهم دائما ً إلى جانب الشعب الفلسطيني.