تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

عادل عبدالقادر المكينزى

Associate Professor

عضو هيئة تدريس

العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
قسم الاعلام كلية العلومة الانسانية والاجتماعية
مدونة

المرأة وتحديات العصر

 

الاقتصادية : 28 - 11 - 2008

الحرب ضد المرأة لم تكن جديدة، كما لم تكن حرب ضد شخصها، بقدر ما أنها حرب ضد المجتمع كله، في صورة هذا الكائن، الذي لا يمثل نصف المجتمع كما يظن البعض، وإنما يمثل المجتمع بأكمله، فهي صانعته، ومحركته إلى الأمام، فما من أمة تقدمت إلا عندما اعتلت فيها المرأة، حيث ارتفعت بقيمها، فارتفع بها المجتمع.
وعندما حط المجتمع من قدرها تحت دعاوى التحرر والآراء الأنثوية المتطرفة، عبرت بعض الحركات النسوية التي نشأت أول ما نشأت في أحضان الغرب عن إباحية مطلقة، كانت مسؤولة عن أوضاع المجتمع القيمية التي صرفت الأنظار عن قضايا المرأة الحقيقة، وإن شئت أن تقول: سرقت قضايا المرأة لصالح قضايا أخرى ساعدت على انهيار هذا العنصر الفعال في المجتمع.
وبين الحط من قدر المرأة ورفعة شأنها بما تحمل من قيم، عانت هذه المرأة عددا من التحديات؛ من خلال الدعوات التي رفعتها جمعيات نسويه، فمنهن من رفضت الأسرة والزواج، ومنهن من رفضت الأمومة والإنجاب، ومنهن من أباح الإجهاض، واعتبرت الشذوذ الجنسي حقا، ومنهن من اجتمع فيها هذا الرفض وزيادة، وكل هذه الأفكار سوقت باسم حقوق المرأة من منطلق أن جسدها ملكها، وبالتالي من حقها أن تتصرف فيه كما تشاء.
اختراق العقل العربي، جاء من بابه الأوسع ومن ثقافته التي مازالت تعاني وطأة ما بثته هذه الجمعيات النسوية من أفكار أعلت من شأن الجنسانية، واعتبرت الجنس بمفهومة الشامل هو عنصر مكمل ومتمم للتحرر الاجتماعي، وبالتالي ظهرت كتابات عربية مشيدة ومؤيدة لهذه "السموم"، ومنها على سبيل المثال المذهب المادي أو ما اصطلح على تسميته "اللذة" والذي يدعو إلى التحرر الجنسي بلا حدود.
من أهم القضايا النسائية التي غابت عن ساحة الحوار أو المناقشة، دور المرأة وريادتها في رقي المجتمع، دورها قديما وحديثا وسط تحديات لا تواجهها فحسب، بل تواجه العالم، وبالتالي تحتاج إلى من يقوده نحو عالم أفضل، ومشاركة أسمى مما قبلها بعدما تاهت بين دعوات نسائية ونسوية أردت بها إلى هوة سحيقة.