تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

DR Saad M. Alotaibi د.سعد بن مرزوق العتيبي

Associate Professor

Associate Professor أستاذ مشارك بقسم الإدارة

كلية إدارة الأعمال
51
مدونة

الذكاء العاطفي

 

 

 

حظي مفهوم الذكاء العاطفي منذ بزوغة بإهتمام الباحثين والممارسين على حداء سواء وذلك لأهميتة في تطوير قدرات الأفراد للمساهمة بشكل فعال في تحقيق النجاح التنظيمي (Bar-On, 1997; Goleman, 1998). ويعتبر كل من ( Slovey and Mayer, 1990:189) اول من قدما لمفهوم الذكاء العاطفي، وقد جادلا على أن الذكاء العاطفي هو قدرة الفرد على إدراك مشاعرة الذاتية ومشاعر الأخرين، لمعالجة وإدارة الرسائل العاطفية، واستخدام هذا الإدراك لإرشاد وتوجيه تفكير وتصرفات الفرد وأفعاله. ومنذ ذلك الحين، ظهرت العديد من النماذج الرئيسة المعاصرة للذكاء العاطفي (Bar-on, 2007). وبعد أن كان السبق لكل من (1990Slovey and Mayer,) فى تأسيس وتقديم مصطلح الذكاء العاطفي، تبنَّى بعد ذلك الباحثون تعريفات واستخدامات مختلفة للذكاء العاطفي، ولكن تلك التعريفات والاستخدمات تكاد تكون جوانب الاتفاق بينها أكثر من جوانب الاختلاف ( Ciarrochi, Chan, and Caputi, 2000).  وأعاد كل من ( Slovey and Mayer, 1997) تعريف الذكاء العاطفي على انه " القدرة على إدراك الانفعالات بدقه وتقييمها والتعبير عن تلك الانفعالات وتوليد الانفعالات وذلك للمساعدة في عملية التفكير وفهم الانفعالات والمعرفة العاطفية وتنظيم الانفعالات بما يعزِّز النمو العاطفي والفكري". وفقاً لنظرية الذكاء العاطفي التى اقترحها كل من ( Slovey and Mayer, 1997) يتكون الذكاء العاطفي من أربعة أبعاد، وهي:

المشاعر الذاتية والتى تشير إلى قدرة الفرد على فهم مشاعرة والتعبير عنها بطريقة طبيعية.

تقييم عواطف الأخرين وتشير إلى قدرة الفرد على إدراك وفهم مشاعر الأفراد المحيطين به.

تنظيم المشاعر وتشير إلى قدرة الفرد على رصد وتقييم عواطفة الذاتية وإتخاذ القرار للتكيف والتغيير. 

استخدام المشاعر وتشير إلى قدرة الفرد على توجيه مشاعرة بطريقة إيجابية والأداء الشخصي (Law et al., 2004).

وعرَّف ( Goleman, 1988:72) الذكاء العاطفي بأنه " القدرة على تنظيم مشاعرنا ومشاعر الاخرين وذلك لتحفيز أنفسنا، وادارة مشاعرنا وعلاقتنا بشكل فعال ". ويرى (Goleman, 1995,1998) أن الذكاء العاطفي فى مكان العمل مفهوم متعدد الأبعاد يتضمن خمس أبعاد مثل الوعي بالذات، تنظيم الذات، الدافعية، التعاطف، والمهارات الاجتماعية. وقد حدَّد الكفاءات التى ترتبط بمكونات الذكاء العاطفي، كالتالى: 

الوعي بالذات: ويرتبط بالوعي الوجدانى، التفهُّم الدقيق للذات، والثقة بالنفس.

تنظيم الذات: وتشمل عددًا من الكفاءات ومنها الضبط الذاتي، الجدارة بالثقة، يقظة الضمير، القدرة على التكيف، والإبداع.

الدافعية: ويُقصَد بذلك الدافع للإنجاز، والالتزام، والمبادرة، والتفاؤل.

التعاطف: ويشتمل على عدد من الكفاءات ومنها فهم وتطوير الآخرين، والتوجه لتقديم المساعدة، وتنوُّع الفاعلية، والوعي السياسى.

المهارات الاجتماعية: وترتبط بالكفاءات التالية: التأثير، والاتصال، وإدارة الصراع، والقيادة، وتحفيز التغيير، وبناء الروابط، والتعاون والمشاركة، وقدرات الفريق.

وأشار كل من (Goleman, 1996)  و (Bar-On, 1997) لأهمية بعد الوعي بالذات بأعتباره أحد الأبعاد المهمة للذكاء العاطفي. ويقصد بوعي الذات "معرفة الفرد لعواطفة الذاتية، والاعتراف بالعواطف عند حدوثها، حيث تمثل حجر الزاوية للذكاء العاطفي" (Goleman, 1996:43). وفقاً (Goleman, 1996) فإن معرفة الفرد لعواطفة الذاتية تسمح له بالتحكم الذاتي مما يؤدي إلى تعاطفه مع الآخرين. علاوة على ذلك، ذكر (Goleman, 1996) أن الإدراة الذاتية للعواطف يمكن أن تبقي الفرد بعيداً عن الغضب والكآبه وبالتالي تتيح له أن يصبح فعالاً فى العمل والحياة الخاصة. أما بعد الوعي الأجتماعي، فيقصد به الاعتراف بعواطف الآخرين، أو القدرة على معرفة كيف يشعر الاخرين (Goleman, 1996:43).وذكر (Goleman, 1996) أن "التعاطف قدرة تبني على الوعي الذاتي للعواطف، وتعتبر مهارة جوهرية للأفراد". ويعتبر بعد التعاطف مهماً في إدارة العلاقات، ومهارة تقييم العواطف الذاتية للآخرين (Goleman, 1996).

ومن خلال الأدبيات، برزت ثلاث نماذج رئيسة  للذكاء العاطفي: نموذج القدرة، نموذج السمة، والنموذج المختلط. ويركز نموذج القدرة على كيفية معالجة الأفراد للمعلومات العاطفية، وتحليل القدرات المطلوبة لمثل هذه المعالجة Slovey and Mayer, 1997)). وينظر نموذج السمة لمفهوم الذكاء العاطفي كسمة شخصية تشمل مجموعة من التصرفات المتصله بالعاطفة والاتجاهات الذاتية (Petrides and Furnham, 2001,2003). وأخيراً، يجمع النموذج المختلط بين القدرات العاطفية والأبعاد الشخصية مثل التفاؤل والتحفيز الذاتي (Bar-On, 1997; Goleman, 1998).

وهناك بعض النقاشات حول ما إذا كان ينبغي أعتبار الذكاء العاطفي كقدرة أو سمة. يعتقد بعض  العلماء ان الذكاء العاطفي مفهوم "غامض" (Davies et al., 1998)، ويتداخل إلى حد كبير مع مفهوم السمات الشخصية. وفي المقابل، أظهر العلماء أن الذكاء العاطفي كمفهوم يختلف عن الشخصية وكان مؤشراً هاماً لنتائج سلوكية عديدة (Law et al., 2004, 2008; Rosete and Ciarrochi, 2005; Sy et al., 2006). وتتبع هذه الدراسة نموذج القدرة للذكاء العاطفي، حيث يعرف الذكاء العاطفي كقدرة تساعد الأفراد على فهم مشاعرهم الذاتية ومشاعر الآخرين، والتعبير عن المشاعر، وتنظيمها، واستخدام المشاعر. وهذه القدرة تزيد مع العمر والتجربة وبالتالي تطور الاداء الشخصي. وفي حال امتلك الفرد هذه القدرة، فأن ذلك يمكنه من فهم مشاعرة الذاتية، وإدراك مشاعر الآخرين، ومن ثم استخدام مشاعرة لأنشطة بناءة في بيئة العمل (Law et al., 2004).