تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

DR Saad M. Alotaibi د.سعد بن مرزوق العتيبي

Associate Professor

Associate Professor أستاذ مشارك بقسم الإدارة

كلية إدارة الأعمال
51
مدونة

القيادة الفعالة: وتطوير مهارات الذكاء العاطفي

تمثل السلطة أهم العناصر الجوهرية للقيادة. ولكى نتمكن من أستخدام السلطه على نحو فعال لخدمة الأهداف التنظيمية، يجب على القيادات الإدارية العمل على تطوير مهارات الذكاء العاطفي. وفقًا إلى ( (Slovey and Mayer, 1990:189  فإن الذكاء العاطفي جزء من الذكاء الاجتماعى الذى يتضمَّن " القدرة على إدراك الانفعالات لتقييمها وتوليد المشاعر وذلك للمساعدة في عملية التفكير وفهم الانفعالات والمعرفة العاطفية وتنظيم الانفعالات بما يعزِّز النمو العاطفي والعقلي". ويقترح هذا التعريف أن مفهوم الذكاء العاطفي يتضمَّن أربعة أبعاد رئيسة. البعد الأول هو تقييم والتعبير عن المشاعر الذاتية (تقييم العواطف الذاتية)، وتشير إلى قدرة الأفراد على فهم مشاعرهم والتعبير عنها بشكل طبيعي.ويتضمَّن ذلك الوعي بالتعابير اللفظية وغير اللفظية فى التعبير عن المشاعر. ويختلف الأفراد فى درجة الوعي فيما يخصُّ تقييم مشاعرهم، وكذلك درجة التعبير عن مشاعرهم بأسلوب لفظي أو غير لفظي  .(George, 2000) إن القدرة على تفهُّم المشاعر الذاتية من المحتمل أن تسهِّل عملية التعبيير عن المشاعر بصورة صادقة ومعبرة. بالإضافة إلى أن الأفراد الذين يتميزون بالذكاء العاطفي لديهم القدرة على التكيُّف وذلك من خلال قدرتهم على التمركز فى أوضاع فعالة وإيجابية، ولديهم القدرة أيضًا على خوض التجارب والتعامل مع المواقف وتحمُّل عواقبها دون التأثُّر بالنتائج السلبية.البعد الثاني تقييم والاعتراف بمشاعر الآخرين (تقييم عواطف الآخرين)، وتتعلَّق بقدرة الأفراد على إدراك وفهم مَن حولهم. أن القائد الذى لديه القدرة على إدراك وتفهُّم مشاعر العاملين دائمًا ما يسعى لإلهام العاملين لمعايير أداء عالية، ويتواصل معهم بتفاؤل حول الأهداف المستقبلية، ويوفِّر للعاملين كذلك معنى وقيمة للمهام التى يؤدُّونها. وإلى جانب ذلك فإن القائد القادر على فهم مشاعر الآخرين، دائمًا ما يحدِّد معايير عالية للإنجاز، وبذلك يصبح قدوة ومثالا يحتذى به من قبل العاملين.البعد الثالث (ضبط العواطف)، وتشير إلى قدرة الأفراد على ضبط عواطفهم الذاتية، مما يتيح لهم المزيد من التعافي من الضغوط. إن القائد الذي يستطيع ضبط عواطفه قادر على التعامل مع الضغوط النفسية ويميل إلى التعاطف مع المرءوسين ويوفِّر لهم الدعم والمساندة، على سبيل المثال، في حالة الغضب يميل القائد إلى تجنُّب استخدام الانتقادات القاسية مع المرءوسين. وهكذا، يوفِّر لهم التعاطف والتغذية الراجعة لتصحيح الأخطاء.البعد الرابع (استخدام العواطف) لتسهيل الأداء، وتتضمَّن القدرة على استخدام العواطف من خلال توجيهها نحو الأنشطة البناءة والأداء الشخصي.  أنَّ القائدَ القادرَ على استخدام العاطفة قد يكون أكثرَ قدرةً على توليد المشاعر الإيجابية التي تسهِّل الإبداع، والتى تمكِّنه مِن بناء رؤية مقنِعة. وأوضح (George, 2000 )  أنَّ القائد الذكيَّ عاطفيًّا لديه القدرة على التعرُّف على مختلف المواقف والأحداث، والتعامل معها حتى في ظلِّ عدَم شعور التابعين بوجود هذه المشكلاتِ. فالقائد الذي لديه القدرةُ على التعرُّف على هذه الرموز، والاستجابة على نحو ملائم، يشجِّع أتباعَه على معالَجة المشكلاتِ التي تواجِه العمل، من خلال تحفيزهم، وتوجيههم تبعًا لذلك لاتخاذ التدابير اللازمة للمبادرة بحلِّ مشكلاتِ العمل. علاوة على ذلك، عادة ما يتفهم القائدُ الذكيُّ عاطفيًّا رغبة التابعين في الحصول على الاعتراف والتقدير لإنجازاتهم في العمل، ويوفر مثل هذا الاعتراف بطريقة مناسبة.
لذلك، القيادات الإدارية بحاجة إلى تطوير مهارات الذكاء العاطفي من أجل تحقيق النجاح. الخبر السار، هو أن مهارات الذكاء العاطفي يمكن اكتسابها من خلال التعلم والتدريب.