القيادة الأصيلة ورأس المال النفسي

 تعتبر القيادة الأصيلة الاساس الذى بنيت عليه النماذج الإيجابية للقيادة (Avolio and Gardner, 2005; Luthans and Avolio, 200 ). وينبثق نموذج القيادة الأصيلة من مفهوم القيادة الإيجابية Avolio and Gardner, 2005))، ومن المتوقع أن تسهم فى تعزيز رأس المال النفسي للموظفين (Luthans & Avolio, 2003). على وجه التحديد، عندما يتبنى القائد وجهه إيجابية بإن القيادة ليست توجيه، ولكن مشاركة (Bass, 2000)، فانه يمكن للقائد التأثير بشكل مباشر على موراد الموظفين النفسية. على سبيل المثال، أشارات دراسة (2012)   Rego et al. إلى وجود علاقة إيجابية بين القيادة الاصيلة وراس المال النفسي، وبالمثل، في دراسة أجريت على العاملين في صناعة النفط والغاز البحرية (2014)Hystad, Bartone, and Eid  أظهرت أن جزء من الارتباط بين القيادة الاصيلة ومناخ السلامة الإيجابي كان من خلال توسط تأثير القيادة الاصيلة في رأس المال النفسي للموظفين. ويتكون نموذج القيادة الأصيلة من أربعة عناصر متداخلة: الوعي الذاتي، والمعالجة المتوازنة، والمنظور الأخلاقي الداخلي، والشفافية في العلاقات (Walumbwa et al., 2008).
أولاً، سوف نركز على كيف يحفز القائد الاصيل رأس المال النفسي. فيما يتعلق بالكفاءة الذاتية، فإن القائد الاصيل على أهبة الاستعداد لتقديم دورات تدريبية للموظفين لتحسين معارفهم وقدراتهم المتعلقة بالعمل، ومساعدتهم على تحقيق أقصى قدر من إمكانياتهم لتحقيق أهدافهم المهنية الفردية، وتعزيز حالة الكفاءة الذاتية (Walumbwa et al., 2010). لدى الموظفين الذين يقودهم قائد أصيل القدرة على تطوير المزيد من الثقة في قدراتهم على تحقيق الأهداف ()، وذلك من خلال ملاحظتهم للسلوكيات المثالية والصلابة النفسية التى يتحلى بها القائد الأصيل، وكذلك من خلال استقبال النقد البناء والتغذية الراجعة من القائد بأسلوب مهنى ومحترم. كما يستوضح القائد الأصيل وجهات نظر الموظفين حيال المواقف الراهنة التى تشكل تحدى للوضع الراهن ويشارك معهم المعلومات بشكل علنى (). ونتيجة لذلك، يصبح الموظفين أكثر ثقة بالنفس (). وبالنظر إلى أن القائد الأصيل يركز على نقاط قوة التابعين، ويطلق العنان لقدراتهم ()، ويؤكد بشكل مستمر على نموهم وتطورهم، فإن الكفاءة الذاتية للتابعين تتطور من خلال قوة تاثيرة المثالي ().
فيما بتعلق بالتفاؤل، يمكن للقائد الاصيل ان يهيىء بيئة  تحمى النزاهة والسلوك الأخلاقس، وأن تراعى مشاعر الموظفين، وأن تستمع إلى اقتراحاتهم لزيادة الوعى بإهميتهم لتحقيق الأهداف التنظيمية (Walumbwa et al., 2010). ولاحظ    Avolio et al. (2004:809)" أن لدى القائد الأصيل القدرة على أن يظل متفائلاً وجديراً بالثقة على نحو واقعي، ويمكن لمثل هذا القائد تعزيز الامل في التابعين ليس فقط من خلال بناء قوة الإرادة لديهم، ولكن أيضاً من خلال تضمين آرائهم وتعليقاتهم الإيجابية في الاتجاه الذى يعزز شعورهم بالفاعلية الذاتية". ويشير عدد من الباحثين إلى أن القائد الأصيل يعزز التفاؤل لدى الموظفين ((e.g. Avolio et al., 2004; Gardner and Schermerhorn, 2004). على سبيل المثال، لاحظ Gardner & Schermerhorn  (2004:275 ) أن أحد "مهام القائد الأصيل يتضمن الإرتقاء بمستوى التفاؤل". ولفت  Avolio et al.(2004)الانتباه ان القادة الأصيلون يؤثرون على مستوى تفاؤل الموظفين من خلال زيادة مستوى التماثل التنظيمي بالقادة وتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم الإيجابيةولذلك، اقتراحت هذه الدراسة ان القائد الاصيل يمكن ان يعزز حالة التفاؤل لدى الموظفين.  
فيما يتعلق بالقدرة على الصمود، يؤكد القائد الاصيل على السمات والاحتياجات الفردية من خلال التواصل مع الموظفين، ويوفر الموارد والتغذة العكية الازمة، وإقامة علاقات شخصية مع الموظقفين ، وبالتالى تحسين ثقة الموظفين (Liden, Wayne, Zhao and Henderson, 2008). وهذا الدعم الاجتماعي عامل حاسم للحفاظ على مرونة الموظفين (Rego, Sousa, Marques, and Cunha, 2012).ويوفر القائد الأصيل الاحساس بالشعور بالاستقلالية الذاتية، والآمان، والثقة، مما يمكن التابعين من تركيز طاقاتهم إلى المساعى ذات الصلة بالهدف وعلى إيجاد بدائل مختلفة لحل المشكلات والاستفادة من الفرص (). ونظراً لأن الموظفون يعتمدوا على القائد الأصيل كمصدر له مصداقية للحصول على الموارد والتغذية الراجعة ()، فمن المحتمل أن يسعوا للمثابرة للوصول إلى الأهداف، وعندما تقتضي الضرورة، إعادة توجية المسار لتحقيق الأهداف من أجل النجاح. أن المشاعر الإيجابية التى يطورها ويتبنها الموظفون عندما يقودهم قائد أصيل من المحتمل ان تجعلهم ان يصبحوا أكثر قدرة على الحفاظ على إرادتهم وتطوير القدرة على الوصول إلى الأهداف الصعبة (). ولذلك، فقد اعتبرت هذه الدراسة ان القائد الاصيل قادر على تعزيز حالة المرونة لدى الموظفين.
فيما يتعلق بالأمل، فإن القائد الاصيل على استعداد لتمكين الموظفين، وتحديد الأهداف، وتحديد الحلول بالمشاركة مع الموظفين، وتوفير التوجيه على اساس القدرات الفردية والاحتياجات للتغلب على مختلف الصعوبات، وتحقيق الأهداف للتعزيز الفعال لتفاؤل الموظفين (Luthans, Yossef, et al.,2007).
ويشير (2014) Avey إلى نقص الدراسات حول سوابق رأس المال النفسي ويقترح أن القيادة الفعالة يمكن ان تؤثر إيجابياً في رأس المال النفسية للموظفين، وذلك لأن السلوكيات التى تعتمد التشجيع وتقديم والمساعدة  في مكان العمل (مثل،، تقليل درجة عدم التأكد والغموض، وإزالة الحواجز التنظيمية) تسهل على المرؤوسين بناءالكفاءة الذاتية. ولدعم اقتراحه، أختبر  (2014) Avey القيادة الأصيلة والقيادة الأخلاقية والقيادة الممكنة كمنبأت لرأس المال النفسي، وقد وجد ان القيادة مبنأ قوي لرأس المال النفسي.وقد أشار كل من Walumbwa, Peterson, Avolio and   Hartnell (2010) إلى أن هناك حاجة  للأبحات التكاملية بين رأس المال النفسي وانماط القيادة الإيجابية مثل القيادة الأصيلة من أجل اكتشاف التفاعل بين سلوكيات القائد ورأس المال النفسي للتابعين.