تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

يزيد بن راشد الضفيان

Lecturer

عضو هيئة تدريس

كلية إدارة الأعمال
خارج المملكة حاليا لاكمال مرحلة الدكتوراة
مدونة

تجربة في الحياة الأكاديمية

قبل فترة دعاني استاذي الفاضل الدكتور نعيم شبير للكتابة عن تجربتي في اختيار التخصص الجامعي لطلاب السنة التحضيرية... وسبب دعوته كما عبر لي بأنه يشعر بأني وفقت في التخصص الذي اخترته... فيحب أن أشارك زملائي هناك طريقتي في الاختيار...

والحقيقة أنه صاحب ملاحظة جيدة... فما ندمت لحظة واحدة على هذه القرار المتخذ... وإني أحمد الله وأشكر له فضله سبحانه... فما استخرته بعد بذل الجهد إلا ووفقت للخير...

وقد كانت هذه المقالة القصيرة هي النص الذي وجهته له حفظه الله ووفقه...

" أكتب لزملائي القادمين للدراسة الجامعية المقبلين على اختيار تخصصهم الدراسي، وأنا قد طويت صفحة اختيار التخصص وانتظمت على مقاعد الدراسة في التخصص الذي قررت اختياره، بل أنهيته قبل مدة قصيرة وأنا في طور اتخاذ قرار ماذا بعد شهادة البكالوريوس؟

قدمت للجامعة وأنا ممسك ولله المنة والفضل بمفاتيح ذهبية تسمح لي بالدخول لأي تخصص أرغب به في حدود مساري... درجات في الثانوية متميزة، ودرجة متميزة في اختبار قياس.

كنت مستبعدا لعدة تخصصات دراسية رأيت أني لست متشجعا للدراسة فيها، تخصص رأيته لا يلبي طموحاتي، وآخر يفوق قدراتي في مجال معين، وأُخَرُ رأيت مستقبلها من الناحية الوظيفية محفوف بالمخاطر عقب تخرجي منها.

نعم... لقد كانت هناك أسئلة تشغلني كثيرا... هل عليّ أن أحب تخصصي الدراسي؟ هل أفرّط بذلك التخصص لأنه يفوق قدراتي؟ أم... لماذا أربط نفسي بتخصص أحبه ولا مستقبلاً وظيفيا يعقبه؟ كانت أسئلة جداً صعبة... وأين أجد من يساعدني في حلها؟!

بعد البحث... وجدت طريقة ذكية! ولكنها تحتاج إلى مساعدةِ خبير ومطلّع على المحيط الأكاديمي والمهني، وقبل ذلك... تحتاج إلى تفرّغ مني للاطلاع والبحث عن أشياء متعددة؛ داخل ذاتي وخارجها.

كان التخصص المختار يجب أن يقف شامخا على أركان ثلاثة: الحب... القدرة... الفرصة...

بحثت بداية عن كل التخصصات التي أحب أو شعرت أني أحبها، واستبعدت من قائمتي كل تخصص شعرت بالنقيض من ذلك نحوه... وأبقيت ما تبقى على قائمة الحياد... كنت أريد أن أبدع... لذلك هذه الخطوة كانت هي الأهم من وجهة نظري.

بعد ذلك تفحصت قائمة الحب التي كونت... واستبعدت كل تخصص أراه فوق إمكانياتي وقدراتي بعد اطلاعي وتفحصي لكل تخصص على حده تفحصا شاملا على ما احتواه الموقع الأكاديمي.

القائمة الأخيرة فيها التخصصات التي أحب والتي أقدر على دراستها والتميز فيها... قبضت عليها قبضا شديدا وبدأت اسأل وابحث عن مستقبلها المهني... أريد تخصصا أحبه وقادر على الإبداع والتميز فيه، وأجد فيه ما يحقق ذاتي... لذا حرصت على التخصصات ذات المستقبل الواضح... على ا لأقل في السنوات الأولى التي تعقب تخرجي من الجامعة.

وفي كل مرة أصل إلى هنا... القائمة الأخيرة... أعيد هذه الطريقة من جديد وقد ازددت اطلاعا وتعرفا على قدراتي وامكانياتي وعلى المحيط الوظيفي والأكاديمي من حولي...

لم أخجل يوما من سؤال من سبقني في دراسة التخصص الذي أحببت... ولم أتردد في سؤال صاحب التجربة والخبرة أو من له علاقة بالتوظيف في الشركات والمؤسسات...

ولم أندم يوما واحدا على اختياري تخصصي الذي اخترته ودرسته... ولله الحمد والمنة والفضل... بل إني أمني نفسي بأن أبحر إلى داخله وأن أصل إلى أعماق أعماقه...

أمنياتي لكم أيها الزملاء أن تختاروا ما تحبون وما تقدرون على الإبداع فيه وما تجدون الفرصة على الإبداع فيه ميسّرٌ الدعم فيها... لتحققوا ذواتكم وتشبعوا غريزة الطموح فيكم... والقرار الحكيم يحتاج لعارف وشجاع... زادني الله وزادكم علما وشجاعة.

 

 

يزيد بن راشد الضفيان

خريج كلية إدارة الأعمال

قسم الاقتصاد

2/جمادى أولى / 1434هـ "