أضحت موارد التراث الثقافي تُعرض كمواد قابلة للتسويق، وتشكل جزءاً لا يتجزأ من الأمور التي يجري تسويقها اليوم، والتي غدت تُشكِّل حلقة وصل بين السياحة والتراث ودعم الاقتصاد، فضلاً عن تأثيرها في وعي الناس وتأكيد هويتها.
يحاول هذا الكتاب –الذي يُعد الأول في موضوعه في المكتبة العربية- كشف علاقة التسويق بالتراث الثقافي ليس من منظور اقتصادي صرف، وإنما محاولة للوقوف عند أهمية البُعد الثقافي وتأثيره في تسويق المنتج التراثي بالتركيز على جميع العمليات والأنشطة المستمرة قبل وأثناء وبعد طرح المنتج التراثي باختلاف أشكاله وفي سياقات مختلفة ومظاهر متنوعة وفي إطار ما بات يُعرف اليوم بالاقتصاد المبني على الهوية.
يناقش الكتاب الذي يقع في 271 صفحة من القطع المتوسط وبفصوله التسعة وملاحقه، الخطط والاجراءات التسويقية للمنتج التراثي، والحفاظ على التراث من منظور التسويق، وتعزيز الوعي بقيم التراث المرتبطة بالهوية الثقافية، بما يحقق التوازن بين استهلاك التراث والحفاظ على أصالته للأجيال القادمة في تحليل يشمل النواحي المفاهيمية والتطبيقية التي تركز على الاستدامة والتسويق والتراث.
والكتاب بمنهجيته ومحتوياته وطريقة عرضه يُقدِّم رصد وتحليل لمراحل العملية التسويقية للتراث الثقافي بشقيه المادي وغير المادي، مدعومًا بالأشكال والرسوم التوضيحية، وبما يتفق مع طبيعة التراث وخصائصه المميزة، وأفضل الممارسات القائمة التي تقدم للقارئ معرفة أوسع وأعمق.
آملين أن يجد فيه الدارسين والممارسين والمهتمين مبتغاهم، فيتملّون قراءته، ويستفيدون من مضمونه في ظل الطلب المتزايد للاتجاه نحو المشروعات التراثية، وزيادة الاهتمام بجميع جوانب التراث، والتوجه غير المسبوق نحو دراسة التخصصات التراثية بشكلٍ عام.
تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية إدارة التراث الثقافي الأثري كأداة لتعزيز التنمية السياحية المستدامة، والدور الذي تؤدِّيه مواقع التُّرَاث الثقافي الأثري في التطوير المستدام للسياحة.
تتناول هذه الدِّراسة المهرجانات التُّراثية بالترَّكيز على (مهرجان الحريد الثَّقافي)، بجزر فرسان في المملكة العربية السُّعودية، بوصفها جزءًا مهمًّا ومثالًا رمزيًا للتُّراث الثَّقافي غير المادي،…