تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
User Image

د.زينب ابراهيم الخضيري

Assistant Professor

عضو هيئة تدريس

السنة الأولى المشتركة
أستاذ مساعد - جامعة الملك سعود
مدونة

الثقة والحب ...!!

من الأفضل لك أن تحب وتفقد هذا الحب على ألا تحب على الاطلاق "ألفريد لورد تينيسون".

يضحي الكثيرون بعلاقتهم فور أن تفقد بريقها الأول، والواقع أنها تحتاج الى نفخ روح الحياة فيها من جديد، تحتاج تلميع ما علاه الصدأ فيها، وهذا التلميع يأتي على شكل مهارة الحوار والتواصل ومحاولة فهم الطرف الآخر، وفي مسرحية شكسبير "حلم منتصف ليلة صيف" قام جنّي لعوب بنشر رحيق الزهور السحرية داخل عيون البشر النائمين في الغابة، فوقع الجميع في الحب لحظة استيقاظهم من النوم، وتبع ذلك اعلان للحب ومظاهرات للتفاني فيه.

هذا الحلم الجميل يدفعني للحديث عن سحر الحب الذي يجعلنا نحس بكل ما هو جميل ومميز في الآخرين، لذلك لابد أن تكون مشاعرنا جاهزة للحب وللاحتفال بكل ما حولنا، الاحتفاء بالتفاصيل الصغيرة التي تشغل أيامنا ضروري لانتشال الحب من زواياه، وتقدير ما بين أيدينا هو أس العيش بحب، والثقة هي العمود الفقري لأي علاقة انسانية، وطبيعي أن تتعرض العلاقات الانسانية الى تحديات وتصدع في مسألة الثقة بالآخر، ولكن يجب أن تتبع الاعتذارات الصادقة حتى تصل الى قناعة ومسامحة والتعويض عن الافعال الخاطئة ومحاولة استعادة ثقة الآخر، وهذا يتطلب جهدا مضاعفا يفوق الجهود العادية، فاستعادة الثقة تتطلب وقتا وتفانيا وقوة، والاحساس بالحب نفقده عندما نفقد الثقة؛ لذلك الثقة مرتبطة بمستوى الحب والأمان في العلاقة، كذلك العطاء المتبادل، فالشركاء توجد بينهم دائرة تبادلية للعلاقات، فيكون هناك تبادل في الأخذ والحب والعطاء، وعندما يصبح سيل العطاء والأخذ من طرف واحد يختل توازن العلاقة، فيشعر أحد الاطراف أو كلاهما بالخذلان والاحساس بالخديعة والتهميش، وتبدأ عملية الحسابات في اللاوعي حيث التساؤلات العقيمة من يدين للآخر بالجميل، والاهتمام، والمشاعر، والعطاء، فهذه النقطة العمياء في اللاوعي قد تؤدي الى عواقب وخيمة حيث تتفاقم مشاعر الغضب والنفور حتى تنسحق العلاقة اذا لم يتم التعامل معها بعقلانية وحكمة، ومن أجل تجنب كل هذه السلسلة من الألم وعدم التوازن يكون الوعي بالذات وبالآخر، ونعرف متى نعطي ومتى نأخذ، فالحوار العميق والصراحة والوضوح والتفاوض الجيد تعطي احساسا بالأهمية وتحافظ على تدفق سيل الحب والعطاء.

و"كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب".(جورج صاند).