أسئلة نجيب المانع للمثقفين العرب.

كتاب

2024

      لقد حطَّم النبي محمد ﷺ الأصنام، وينبغي على كل عصرٍ أن يُحطّم أصنامه لكي تبدأ حياة جديدة شريفة حرّة. إن لدى عرب اليوم أصنامًا لا تصلح حتى للأكل كما كان عرب الجاهلية يفعلون بأصنامهم المصنوعة من التمر. وأُحب أن أضيف أن أصعب الشهادات حيازة في العالم العربي هي شهادة الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية، أما أسهل الشهادات فهي الماجستير والدكتوراة، وحين أتعرف على حامل دكتوراة أنظر إليه على أنه جاهل أول الأمر حتى يثبت لي هو عكس ما أظن، أما حامل الدكتوراة من البلدان التي كانت اشتراكية فأصعب شيء عليه هو أن تطلب منه أن يعقد أصابع يديه.

       مثلما طرح العبقري الجاحظ أسئلة إرهابية على المسكين أحمد بن عبدالوهاب في رسالة "التربيع والتدوير" فإنني أريد أن أطرح أسئلة على النقَّاد العرب، لا أُفرّق بين دكتورهم وخريج الابتدائية منهم، ولماذا أُفرّق وهذا العقاد الذي لم يكن يحمل شهادة عليا كتب واحدًا من أروع الكتب النقدية خلال المائة عام الأخيرة وهو "ابن الرومي" حياته من شعره، وهيهات لناقد معاصر أن يكتب فصلًا واحدًا يوازيه في الإجادة وقوة الأسلوب، وهذا برناردشو الذي لم يكن يحمل شهادة عليا هو الآخر، كتب نقدًا موسيقيًا ومسرحيًا لا نظير له، حتى إذا اختلفت معه في حماساته وسخرياته واستهجاناته.